حيث (لو) تفيد امتناعا ، و (لم) تفيد نفيا ، ونفى النفى إثبات ، فثبوت الذنب يستفاد من نفى النفى الحاصل من (لو لم) ؛ ولذا علينا أن نعدّ (لا) زائدة ، ليست لنفى ما بعدها. وإلّا فسد المعنى ، وعلينا أن نعتقد أن هذا سهو من الشاعر.
إهمالها
إذا انتفى شرط مما سبق فإن (لا) النافية للجنس تهمل ـ عملا ـ على النحو الآتى :
١ ـ إذا سبقت (لا) بحرف جرّ ، فإن عملها الإعرابيّ يهمل ، ويجرّ ما بعدها بحرف الجرّ المذكور.
نحو : أومن بالله بلا تجزئة فى الإيمان. (تجزئة) مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة. و (لا) حرف نفى مبنى لا محلّ له من الإعراب.
ومنه أن تقول : أنهيت العمل بلا ملل. أديت الواجب بلا مجهود. غضبت من لا شىء.
٢ ـ إن لم يكن اسمها نكرة أهمل عملها ، ووجب تكريرها.
نحو : لا الطالب مهمل ولا الطالبة ، حيث اسم (لا) وهو (الطالب) معرفة فتهمل ، ويعرب مبتدأ مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة. وتكرر (لا).
وما خالف ذلك فقد تأوله النحاة ، أو جعلوه ضرورة ، من ذلك قولهم : لا بصرة لكم ، وقول عمر بن الخطاب : «قضية ولا أبا حسن لها» ، وقول أبى سفيان يوم فتح مكة : «لا قريش بعد اليوم» ، حيث يوجهونها على تأويل محذوف بتقدير : (مثل) ، أى : ولا مثل البصرة ، ولا مثل أبى حسن ، ولا مثل قريش. أو على تأويل أن المقصود ما اشتهر به هذا العلم من الصفات والشهرة.
__________________
معموليها فى محل نصب ، خبر تكن. (إذن) حرف جواب وجزاء واقع فى جواب لو مبنى لا محل له.
لا : فعل جواب لو ماض مبنى على الفتح. (ذوو) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم. وهو مضاف ، و (احساب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف وضمير الغائبة مبنى في محل جر ، مضاف إليه. (عمرا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والألف حرف إطلاق مبنى ، لا محل له من الإعراب.