نعت النكرة المبنية
إذا نعتت النكرة المبنية بعد (لا) النافية للجنس وكان النعت اسما واحدا (مفردا غير مضاف ولا شبيه بالمضاف) غير منفصل عنها جاز فيه ثلاثة أوجه إعرابية :
أحدها : النصب على محلّ اسم (لا) ، لأنه إن كان مبنيا فهو فى محل نصب ، فتقول : لا طالب مهملا موجود اليوم. (طالب) اسم (لا) النافية للجنس مبنى على الفتح فى محل نصب ، و (مهملا) نعت لطالب منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
الثانى : الرفع ، وذلك على محلّ (لا) مع اسمها ، فهما معا بمثابة المبتدإ المرفوع ، فتقول : لا طالب مهمل موجود اليوم. حيث (مهمل) نعت لاسم (لا) ، مرفوع على محل (لا) مع اسمها ، وهو الرفع.
والثالث : الفتح باحتساب البناء ، وهو وجه ضعيف ؛ لأنه يترتب عليه تركيب ثلاثة أشياء مبنية تركيب (خمسة عشر) ، وهى : (لا) حرف مبنى ، واسمها المبنى ، ونعته المبنى ، فتقول : لا طالب مهمل موجود اليوم. وتعليل جواز هذا الوجه أنهم قدروا تركيب الموصوف وصفته أولا ، وجعلوهما بمثابة الاسم الواحد ، ثم أدخلوا عليهما (لا) الحرف المبنى ، كما يقال : لا خمسة عشر بيننا. ولكنه يرد على ذلك بأن الصفة والموصوف ليسا مبنيّين أولا ، أما (خمسة عشر) فهما مبنيان.
أما إذا فصل بين اسم (لا) النافية للجنس ونعته فإنه لا يجوز فى النعت إلا الرفع أو النصب ، ويمتنع البناء على الفتح لعدم التركيب بين لا واسمها والنعت ، وكذلك إذا كان النعت سببيا ؛ لأن النعت السببى له متعلق فاعل أو غيره ، حيث دخول الفاصل يجعل المبنيات أربعة ، وهذا غير جائز. وذلك كأن يكون الفاصل واحدا من :
ـ النعت : وذلك بأن يتوالى نعتان لاسم (لا) النافية للجنس ، فلا يجوز في النعت إلا النصب أو الرفع ، فتقول : لا رجل شاعرا كاتبا عندك ، ولا رجل شاعر كاتب عندك. بنصب (شاعر وكاتب) ، أو رفعهما.
ـ الإضافة : كقولك : لا زميل دراسة حميما موجود ، أو : حميم. بنصب (حميم) ورفعه دون البناء ؛ لوجود المضاف إليه (زميل) وهو دراسة.