كما يجب أن يدلّ على اقتران معنى الخبر بمعنى المبتدإ فى وقت الضحى ، فإذا دلّ على الدخول فى وقت الضحى كان تاما ، كأن تقول : لمّا أضحيت توجهت إلى الكلية ، أى : دخلّت فى وقت الضحى ؛ ولذلك فإن (أضحى) فعل ماض بنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل.
وقد جاء (أضحى) فعلا تاما فى قول عبد الواسع بن أسامة :
ومن فعلاتى أننى حسن القرى |
|
إذا الليلة الشهباء أضحى جليدها (١) |
أى : دخل فى وقت الضحى جليدها ، فيكون الفعل هنا تاما.
كما أنه قد يدلّ على معنى البروز للشمس فيكون تاما ، من ذلك قول عمر بن أبى ربيعة :
رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت |
|
فيضحى وأما بالعشىّ فيحضر (٢) |
أى فبرز للشمس ، (يضحى) فعل مضارع تامّ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو.
أمسى :
يفيد التوقيت وقت المساء ، أى : اقتران معنى الخبر بمعنى المبتدإ فى وقت المساء ،
__________________
(١) شرح ابن يعيش ٧ ـ ١٠٣ / شرح ابن معطى ٢ ـ ٨٧١ / شفاء العليل ١ ـ ٣٠٨ / الأشمونى ١ ـ ٢٣٦ /. (من فعلاتى) جار ومجرور بالكسرة المقدرة مضاف ، ومضاف إليه مبنى فى محل جر. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (أننى) أن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب.
والنون : للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم أن.
(حسن) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والمصدر المؤول فى محل رفع ، مبتدأ مؤخر. (القرى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة. (إذا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب تضمّن معنى الشرط. (الليلة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة لفعل محذوف يفسره المذكور ، وأرى أنه مبتدأ حيث اسم الشرط غير جازم. (والشهباء) نعت لليلة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أضحى) فعل ماض تام مبنى على الفتح المقدر (جليدها) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة. والجملة مفسرة للسابقة لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما سبق.
(٢) ديوانه ١٢١ / جامع البيان ١٦ ـ ١٦٢ / معانى الفراء ٢ ـ ١٩٤ / البحر المحيط ٦ ـ ٢٧١ / الدر المصون ٥ ـ ٦١.