فكّ الإدغام ، فتقول : ظللت ، بكسر اللام الأولى.
حذف أحد اللامين مع فتح الظاء : ظلت. أو كسرها : ظلت ، أو ضمها : ظلت.
ومنه قوله تعالى : (وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً) [طه : ٩٧]. حيث قرئ (ظل) بالروايات الأربع المذكورة (١). وفيه (تاء المخاطب) ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم (ظل) ، و (عاكفا) خبر (ظل) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
ومثله قوله تعالى : (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) [الواقعة : ٦٥]
فإذا أفاد (ظل) معنى (دام أو طال) كان تاما ، فتقول : ظلّ اليوم ، أى : دام ظلّه.
بات :
تفيد التوقيت طول الليل ، أى تفيد استمرار زمن اقتران معنى الخبر بالمبتدإ طول الليلة ، أو : ليلة. فإذا قلت : بات الطائر نائما فى عشه ، دلّ ذلك على استمرار نوم الطائر فى عشّه طول الليل.
ومنه قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً) [الفرقان : ٦٤] حيث (سجّدا) خبر (يبيت) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وشبه جملة (لربهم) متعلقة بـ (سجدا). ومنهم من يرى أن (يبيت) فعل تام ، و (سجدا) حال منصوبة ، وهو ضعيف.
فإذا أفاد (بات) معنى الدخول فى الليل كان تامّا ، ومنه الوجه الضعيف فى آية سورة الفرقان السابقة ، فإذا قلت : إذا بتّ تهيأت للنوم ، أى : إذا دخلت فى الليل تهيأت .... كان فعلا تاما.
ومنه قولك : بات القوم ، أى نزل بهم. وقول امرئ القيس :
وبات وباتت له ليلة |
|
كليلة ذى العائر الأرمد (٢) |
__________________
(١) يرجع إلى : تفسير القرطبى ١١ ـ ٢٤٢ / البحر المحيط ٧ ـ ٣٧٩ / فتح القدير ٣ ـ ٣٨٤.
(٢) أوضح المسالك ١ ـ ١٧٩. العائر : القذى فى العين ، وقيل : الرمد.