حيث استعمل (بات) فى الموضعين فعلا تاما بمعنى الدخول فى المبيت. وإذا خرج عن هذه الصيغة (فعل) كان تاما ، كما هو فى قوله تعالى : (فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ) [النساء : ٨١]. حيث (بيّت) ماض مضعف العين ، فأصبح تاما ، فـ (طائفة) فاعل (بيّت) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
و (غير) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
صار :
معناه التحول من صفة إلى أخرى ، فهو موضوع فى اللغة لإفادة معنى التحول ، أما معنى التحول المفهوم من الفعل فإنما لزم من دلالته على التجدد والحدوث ، لا من الوضع ، فحصل الفرق بينه وبين غيره من الأفعال (١) ، فإذا قلت : صار الطالب مجتهدا ، كان ذلك مفيدا لتحول الطالب من صفة إلى أخرى ، حيث كان متصفا بغير الاجتهاد ، ومنه أن تقول : صار الماء ثلجا ، وصارت الشوارع نظيفة ، بعد هطول الأمطار صارت شوارع القرية وحلا.
فإن أفاد (صار) معنى رجع أو ضمّ أو قطع (٢) كان تاما ، ومنه قوله تعالى : (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) [الشورى : ٥٣] أى : ترجع الأمور ، فتكون (الأمور) فاعلا لصار مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة. وشبه الجملة (إلى الله) متعلقة بالصيرورة.
ومنه قول امرئ القيس :
فصرنا إلى الحسنى ورقّ كلامنا |
|
ورضت فذلّت صعبة أىّ إذلال (٣) |
__________________
(بات) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله مستتر تقديره : هو. (وباتت) عاطف وفعل ماض مبنى على الفتح ، وتاء التأنيث حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (له) جار ومجرور مبنيان. وشبه الجملة فى محل نصب حال. (ليلة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (كليلة) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لليلة. وليلة مضاف و (ذى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الستة. (العائر) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة (الأرمد) نعت للعائر مجرور ، وعلامة جره الكسرة.
(١) ينظر : حاشية الخضرى على ابن عقيل ١ ـ ٩٩.
(٢) التسهيل ٥٣.
(٣) المقتضب ١ ـ ٧٤ / المحتسب ٢ ـ ٢٦٠ / الخزانة ٩ ـ ١٨٧. (رضت) راض : فعل ماض مبنى على