(طاويا) منصوبة ، فإن كان (غدا) فعلا ناقصا كان المنصوب خبرها ، وإن كان تاما كان المنصوب حالا. وفى (غدا) ضمير مستتر تقديره : هو ، إمّا اسم (غدا) الناقصة ، وإما فاعل (غدا) التامة.
ومثله قوله عليه السّلام : «كالطير تغدو خماصا وتروح بطانا» ؛ فإن كانت (غدا) بمعنى ذهب غدوة ، أو : دخل فى الغدوة ، أو ذهب فى أى وقت فهى تامة.
وإن كانت بمعنى كان فى وقت الغدوة ، أو : يكون فى الغدوة كانت ناقصة. ومثلها (يروح) إن كانت بمعنى : يرجع فى الرواح ، أو يرجع مطلقا فى أى وقت كان ، أو يدخل فى الرواح فهى تامة ، وإن كانت بمعنى يكون فى الرواح كانت ناقصة.
المجموعة الثانية
أربعة أفعال يشترط فيها أن يتقدمها ما فيه نفى ، سواء أكان باستخدام الحرف أو الاسم أو الفعل ، أم النهى ، أم الدعاء حتى تفيد الاستمرار واللزوم ، وهى :
زال ماضى (يزال) (١) : يلحظ الفرق بين ماضى (يزول) وماضى (يزيل) وماضى (يزال) ، وذلك على النحو الآتى :
ـ زال يزول زوالا وزويلا وزءولا : يعنى الذهاب والاستحالة والاضمحلال والانتقال والتحول ، وهو فعل تام قاصر ، ومنه قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) [فاطر : ٤١] أى : أن تنتقلا ، ولئن انتقلتا.
__________________
وفاعله مستتر تقديره هو ، والجملة فى محل نصب حال ثانية من فاعل غدا ، أو حال من الضمير فى (طاويا). (الريح) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (هافيا) حال ثالثة من فاعل غدا ، أو حال من فاعل يعارض. (يخوت) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله مستتر تقديره : هو ، والجملة فى محل نصب ، حال رابعة من فاعل غدا ، أو حال من ضمير ما قبلها. (بأذناب) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بـ (يخوت). (الشعاب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.
(ويعسل) حرف عطف مبنى ، وجملة فعلية فى محل نصب بالعطف على جملة يخوت.
وإن جعلت (غدا) ناقصة جعلت الأحوال أخبارا لها.
(١) ينظر : التسهيل ٥٣ / شرح الشذور ١٨٤ ، ١٨٥ / الهمع ١ ـ ١١٢ / شرح التصريح ١ ـ ١٨٥ / لسان العرب مادتا (زول ، زيل).