محدد بزمن اختلافهم ـ وهو الحدث الثانى ـ الموجود فى جملة (ما دام) والذى أفاد هذا التوقيت الزمنى ، أو التحديد الزمنى ، أو بيان المدة ، إنما هو (ما دام) ، فهو لإفادة التوقيت الزمنى. وقد تضامن فى إظهار هذا المفهوم كلّ من (ما) بما تدلّ عليه من الظرفية والمصدرية معا ، وجذر الفعل (دام) بما يدلّ عليه من معنى الدوام ، فصارا معا بمعنى (مدة دوام) ، أو : (وقت دوام). ويكون هذا الظرف متعلقا أو مقرونا بخبر جملته (الاختلاف) ، ومعناه معنى الخبر ـ (أى مدة دوام اختلاف العرب) ـ يكون محددا لزمن حدث الجملة الأخرى ، (عدم إثبات العرب ذاتهم) ، وغالبا تكون سابقة على جملة (ما دام) ، ويكون (ما دام) مع معموليها نائبة مناب ظرف زمان متعلق بالفعل الذى يحدد زمن حدوثه ، وهو ما يسبقه لفظا أو تقديرا.
وقد تسبق جملة (ما دام) الجملة التى تحدد زمن حدثيتها ، كأن تقول : ما دام العرب مختلفين فلن يستطيعوا تحقيق ذاتهم.
وتقول : لن أخرج اليوم ما دام الجوّ ممطرا ، كما تقول : ما دام الجوّ ممطرا فلن أخرج اليوم.
تستطيع أن تلمس أن (ما) أعطت للتركيب معنى الشرط الزمنى ، ويتضح المفهوم السابق فى قوله تعالى : (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً) [المائدة : ٩٦].
__________________
(١) (قالوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (يا) حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. (موسى) منادى مبنى على الضم المقدر فى محل نصب. والجملة الندائية تنبيهية. (إنا) حرف توكيد ونصب ، مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (لن) حرف نفى ونصب للفعل المضارع يعطى زمن الاستقبال مبنى لا محل له من الإعراب. (ندخلها) فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : نحن. وضمير الغائبة مبنى في محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (أبدا) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ما داموا) ما : مصدرية وقتية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. دام : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم ما دام. (فيها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر ما دام ، أو متعلقة بخبرها المحذوف. والمصدر المؤول نائب مناب ظرف الزمان ، وهو متعلق بعدم الدخول.