(قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها)(١) [المائدة : ٢٤].
حيث كلّ من (حرما ، وشبه الجملة : فيها) خبر لـ (ما دام) ، الأول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والثانى فى محلّ نصب.
فإذا خرج (ما دام) عن معنى بيان المدة إلى معنى بقاء الفاعل وسكونه كان تامّا ، وخلا من (ما) الظرفية المصدرية ، فتقول : دام الجوّ معتدلا ، فيكون (دام) فعلا ماضيا تاما مبنيا على الفتح. (الجو) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، (معتدلا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. ومن ذلك قوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) [سورة هود : ١٠٧ ، ١٠٨]. أى : ما بقيت السموات والأرض ، فكلّ من (السموات والأرض) فاعل مرفوع للفعل التام (دام).
وما الظرفية مصدرية فى محل نصب ، والتقدير : مدة دوام السموات والأرض.
قضية التمام والنقصان
تسمى هذه الأفعال أفعالا ناقصة ، وللنحاة فى تعليل نقص هذه الأفعال مذهبان :
أولهما : ما ذهب إليه قوم من النحاة أن هذه الأفعال ناقصة لعدم دلالتها على الحدث بناء على أنها لا تفيده ، فأصحاب هذا الرأى يرون أن هذه الأفعال ليس فيها معنى الحدث ، وإنما هو الزمان المرتبط بمعنى الفعل.
والآخر : ما ذهب إليه آخرون من عدم اكتفائها بالمرفوع ، حيث إن فائدتها لا تتم به وحده ، وإنما هى مفتقرة دائما إلى المنصوب فى حال نقصانها ، وقد سماها الزمخشرى الأفعال الناقصة (٢) ، وعلل ابن مالك تسميتها بذلك لعدم اكتفائها بالمرفوع ، ورفض تعليل عدم دلالتها على الحدث (٣).
وتعليل أكثرهم هو كون هذه الأفعال قد سلبت الدلالة على الحدث وتجردت للدلالة على الزمان (٤).
__________________
(١) المفصل : ٢٦٣.
(١) المفصل : ٢٦٣.
(٢) ينظر : التسهيل ٥٢ ، ٥٣ / ابن عقيل ١ ـ ١٠٢ / الهمع ١ ـ ١١٥.
(٣) شرح التصريح ١ ـ ٤٥ ، ٤٦.