الصوتية (اللام) التى تكون فى أغلب ما يدل على النفى ، ولا يذكر لها مصدر.
لذا فإننا نرى أن تضاف إلى الحروف المشبهات بها. وهى أمّ هذه الحروف حيث تمتاز عنهن بإلحاق ضمائر الرفع بها ، فكما أن لكل باب من الأدوات أو الحروف أو العوامل أمّا ، من نحو : (إن) الشرطية أم أدوات الشرط ، و (كان) أم الأفعال الناقصة ، (إنّ) أم الحروف الناسخة ... إلخ ، ولكل أم خصائص ليست لغيرها من أخواتها فكذلك (ليس) أم حروف النفى ، ولها من الخصائص ما ليس لغيرها ، أما سائر هذه الأدوات الناسخة فدلالتها على الزمن والحدث وتصرف أغلبها يؤكد فعليتها.
حدثيتها : يحلو لبعض اللغويين (١) أن يدرسوا هذه النواسخ تحت عنوان (الأداة) ، بجعلها أدوات محولة عن الفعلية ، معللا لذلك بأنها لا تدل على حدثية ، كما أن بعضها ليس على صيغة فعلية معينة كـ (ليس) ، ولا تتصرف إلى صيغ أخرى ، وأنها تدخل على الأفعال كما تدخل الأدوات ، وأن بعض النحاة كما يبدو من أقوالهم اعتبرها أدوات ، وليس بينها ما يسلك سلوك الأفعال من حيث الإسناد والتعدى واللزوم.
لكن بمناقشة هذه الدلائل السابقة فإننا نجد :
ـ أن هذه النواسخ تدل على حدثية ، حيث نجد لها مصادر تستقى منها ، فليس المقصود بالحدثية فعلا واقعا منك إلى غيرك ، وإنما هو حدثية تفيد فعلا واقعا ، سواء أكان هذا الوقوع منك إلى غيرك ، أم غير ذلك ، فالإيجاد حدثية ، كما أن الخلق حدثية ، وكذلك الكينونة والصيرورة ، والبيات ، والظلول ، إلى غير ذلك ، ويجب أن يكون هذا مفهومنا لمعنى الحدثية ، حتى لا يقع التباس لغوى.
ـ أما من حيث الصيغة الفعلية ، فقد ناقشناها فى القضية السابقة ، وذكرنا أن النحاة يكادون يتفقون على إخراج (ليس) من بين هذه الأفعال.
__________________
(١) انظر : د / تمام حسان ، اللغة العربية معناها ومبناها ١٣٠ ـ ١٣١.