ـ أما من حيث التصرف إلى صيغ أخرى ، فقد ذكرنا أن (ليس) يمكن إخراجها ، أما (دام) فإنها تلزم (ما) الظرفية. وهى خاصة بالربط بين حدثين ، فلما ذا تصرفها؟ أى : إن تصرفها ـ فى رأيى ـ لا يفيد فى التزامها معنى معينا وتركيبا خاصا.
ـ أما ما كان استعماله بعد الحرف النافى فإنها تتصرف إلى الماضى والمضارع ، ومعلوم أنها لا تستعمل إلا منفية. والأمر لا يكون منفيا ، ولكن يمكن أن يكون منهيا عنه باستخدام المضارع.
لذا لم يلزم تصرفها إلى الأمر. أما بقية الأفعال فإنها تتصرف إلى الصيغ الثلاث.
ـ ومن حيث دخولها على أفعال كما تدخل الأدوات فليس هذا بصحيح ؛ لأنها تدخل على الأفعال دخول الأفعال على بعضها. فيقال : لم يفعل ، سيفعل ...
إلخ. كما يقال : خرج يتنزه ، وأقبل يجرى ... إلخ.
مع ملاحظة أن هناك فاصلا بين دخول الفعل على الفعل بخلاف الأدوات.
ومثل الحالة الأخيرة أن نقول : كان يفعل ، وصار يجرى ... إلخ.
ـ ومن حيث أقوال النحاة باعتبارها أدوات فإذا وجد القسم الذى ينادى بذلك فإن القسم المناقض كان أكثر عددا.
ـ ومن حيث الإسناد والتعدى واللزوم فيكفينا ما تؤديه من تغييرات نحوية فى الجملة الاسمية.
وعلينا أن نلحظ أمرا مهما ، وهو :
تكتسب الأدوات مدلولها عن طريق الاصطلاح بين المجموعة اللغوية ، فـ (لا) تؤدى النفى اصطلاحيا ، وليس لأنها مشتقة من النفى ذاته لفظيا ، مع ملاحظة أنه اصطلاحى ، وكذلك (ما) و (السين) و (سوف) وغير ذلك من الأدوات.
أما هذه الأفعال فقد استمدت دلاليا ولفظيا من جذرها ، كغيرها من المشتقات التى تدور فى دائرة معنوية واحدة ، فـ (كان) من الكينونة ، و (صار) من