الصيرورة ، وغيرها مما درس فى القضية السابقة ، وهذا فارق واضح ومهم بين هذه الأدوات والأفعال.
لذا فإننا نعد هذه أفعالا دالة على حدثية ذات دلالات معينة خاصة بكل فعل منها ، ويمكن استثناء (ليس) منها ، حيث لا نستطيع أن نتحسس فيها الحدثية ، ويمكن إلحاقها بالحروف التى تدرس مشبهة بها.
أثرها النحوى
الأفعال الناسخة إذا كانت ناقصة ؛ أى : إذا كانت طالبة لمنصوبها لاكتمال معنى الجملة ـ تدخل على الجملة الاسمية فنتسخ الحكم الإعرابىّ للخبر ، حيث تنصبه اتفاقا ، أو يكون فى محل نصب إذا كان جملة أو شبه جملة ، لكن النحاة يختلفون فى أثرها فى المبتدإ ، كما يختلفون فى عامل النصب فى الخبر ، ونوضح مدى خلاف النحاة فى القضيّتين بعد ذكر شواهد لنصب الخبر.
ينصب خبر (كان) وأخواتها بالفتحة إذا كان دالا على المفرد أو كان جمع تكسير أو اسم جنس أو اسم جمع.
مثال ذلك أن تقول : ما زال المواطن منتميا إلى وطنه. (منتميا) خبر (ما زال) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وتلحظ أنه مفرد.
كان كلّ الحاضرين رجالا لا إناثا. (رجالا) خبر (كان) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وتلحظ أنه جمع تكسير. أما (إناثا) فإنه معطوف عليه منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو جمع تكسير.
ليسوا قوما يهملون حقوق وطنهم. (قوما) خبر (ليس) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وتلحظ أنه اسم جمع ، والجملة الفعلية (يهملون) فى محل نصب ، نعت لخبر (ليس).
(وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا) [يونس : ١٩]. (أمة) خبر (كان) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.