٣ ـ شبه جملة :
يأتى خبر الأفعال الناسخة شبه جملة بنوعيها ، كقولك : ما زال الأستاذ فى الفصل ، حيث شبه الجملة المكونة من الجار والمجرور (فى الفصل) فى محلّ نصب ، خبر (زال) ، أو متعلقة بخبر (ما زال) المحذوف.
وتقول : سأظل فى المنزل ما دام محمد عندى. وفيه تجد خبر (ظل) شبه الجملة (فى المنزل) ، وهى مكونة من الجار والمجرور ، أما خبر (ما دام) فهو شبه الجملة (عند) ، وهى مكونة من الظرف.
ومنه قوله تعالى : (وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما) [الكهف : ٨٢].
تعدد خبر (كان) وأخواتها
يقف النحاة إزاء فكرة تعدد خبر الأفعال الناقصة الناسخة وقوفهم إزاء تعدد الخبر فى رأيين :
أولهما : ما يذهب إليه جمهور النحاة من أنه يجوز أن يتعدد الخبر.
والآخر : ما يذهب إليه قوم من أنه لا يتعدد الخبر ، وإنما يكون لكلّ خبر مبتدأ واحد ، أو اسم واحد فى الأفعال الناقصة.
لكننا نرى أنه إذا كانت الصفات والأحوال يمكن أن تتعدد لموصوف واحد ؛ أو لصاحب واحد ؛ فإنه تتعدد الأخبار عن مخبر به واحد ، فيخبر بها عنه فى جملة واحدة ؛ لذا فإننا نذهب إلى جواز تعدد خبر الفعل الناقص ؛ لأنه خبر عن الاسم المخبر عنه حقيقة.
وأخبار الأفعال الناقصة تتعدد على نمطين من التركيب :
أولهما : أن يتعدد الخبر بلا عاطف ،
نحو : (إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) [النساء : ١٠٦] (غفورا) خبر أول لـ (كان) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، و (رحيما) خبر ثان منصوب.