ومثله : (وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت : ٤٠].
(وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)(١) [الأنفال : ٣٣].
زيادة الباء فى خبر (ليس)
تزاد الباء كثيرا فى خبر (ليس) (٢) ، فيكون حرفا جارا زائدا للتوكيد ، لا محلّ له من الإعراب ، ويكون خبر (ليس) ـ حينئذ ـ منصوبا مقدرا ، كما يسبق قليلا بحرف الجرّ الزائد (الكاف).
ففى قوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) [التين : ٨] لفظ الجلالة (الله) اسم ليس مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، و (بأحكم) الباء حرف جر زائد للتوكيد مبنى لا محل له من الإعراب. أحكم : خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
وقوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى : ١١]. حيث (الكاف) فى (كمثله) حرف جر زائد للتوكيد ، و (مثل) خبر (ليس) مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ الزائد ، أما اسم (ليس) المؤخر فهو (شىء) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
ولتلحظ اقتران خبر (ليس) بحرف الجرّ الزائد فيما يأتى : (أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ)(٣) [الزمر : ٣٧]. عزيز خبر (ليس) منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة.
(أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ)(٤) [الزمر : ٣٦] (كاف) خبر (ليس) منصوب مقدرا ، وأصله : كافيا.
__________________
(١) الجملة الاسمية (وأنت فيهم) فى محل نصب ، حال.
(٢) ينظر : التسهيل ٥٧ / شرح ابن عقيل ١ ـ ١٠٨ / الهمع ١ ـ ١٢٧.
(٣) (ذى) نعت لعزيز مجرور على اللفظ ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه من الأسماء الستة.
(٤) (عبده) مفعول به لاسم الفاعل (كاف) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة إليه.