فإن عطفت على خبر (ليس) فى هذا الموضع فإنه يجوز لك أن تعطف على المحلّ فتنصب التابع ، ويجوز أن تعطف على اللفظ فتجرّه ، فتقول : ليس المستمع بمدرك المقول ولا فاهم (بالجر على اللفظ) ، ولا فاهما (بالنصب على المحل).
وتقول : ليس المعترض بمتكلم ولا مفارق ، ولا مفارقا. ليس الصديق بذاهب ولا قائما ، ولا قائم.
فإذا قلت : ليس محمد بقادم ولا جالس أخوه ، فإن لك فى (جالس) ثلاثة أوجه :
ـ أن تجرّه على اللفظ ، فتقول : ولا جالس أخوه.
ـ أن تنصبه على المحل ، فتقول : ولا جالسا أخوه.
ـ أن ترفعه على الخبر فالابتداء ، فتقول : ولا جالس أخوه.
ركنا الجملة الفعلية المحولة بين التعريف والتنكير
قد يجتمع فى الجملة الفعلية المحولة معرفة ونكرة ، أو معرفتان ، وهنا تكون القضية خلافية بين النحاة فى تحديد أىّ منهما يكون الاسم ، وأىّ منهما يكون الخبر.
أ ـ اجتماع النكرة والمعرفة
إذا اجتمع نكرة ومعرفة فمذهب سيبويه (١) أن تشغل (كان) المعرفة ؛ لأنه حدّ الكلام ؛ لأنهما شىء واحد ، وليسا كقولك : ضرب رجل زيدا ، فهما شيئان مختلفان ... وذلك كقولك : كان زيد حليما ، وكان حليما زيد ، لا عليك أقدمت أم أخّرت.
ومذهب الجمهور أنه يجوز عكس ذلك فى الشعر ، حيث تتقدم النكرة ، وتتأخر المعرفة (٢) ، وهم فى ذلك يرددون ما قال به سيبويه من أن اسم (كان) لا يكون
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٤٧ / وينظر : المقتضب ٤ ـ ٨٨ ، ٤٠٦.
(٢) ينظر الهمع ١ ـ ١١٩.