(قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) [آل عمران : ٤٧].
(وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ) [النساء : ١٧٦].
٣ ـ أن يكون الاسم محصورا ، كأن تقول : ما كان مجتهدا إلا محمد. حيث المحصور يجب أن يتأخر ، كأن تقول : ما كان الحاضر إلا محمد ، بنصب (الحاضر) على أنه خبر (كان) ، ورفع (محمد) على أنه الاسم.
ومنه قوله تعالى : (ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا) [الجاثية : ٢٥] بنصب (حجة) بما يدلل على أنه خبر (كان) ، وهى قراءة الجمهور ، ومثله قوله تعالى : (وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا) [الأعراف : ٨٢] ، بنصب (جواب) على أنه خبر (كان) مقدم على الاسم المؤخر المؤول (أن قالوا) ؛ لأن الاسم محصور ، ومنه قول الشاعر :
وقد علم الأقوام ما كان داءه |
|
بثهلان إلا الخزى ممّن يقودها (١) |
حيث (داء) خبر (كان) منصوب ، وهو مقدم على اسمها المحصور المرفوع (الخزى).
٤ ـ أن يتصل بالاسم ضمير يعود على الخبر أو شىء فى الخبر ، كأن تقول :
كان في الدار صاحبها ، حيث اسم (كان) ـ وهو (صاحبها) ـ يتضمن ضميرا يعود على (الدار) ، وهو جزء من الخبر ، ومنه أن تقول : ما زال فى الدار عاملها.
__________________
(١) (قد) حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (علم) فعل ماض مبنى على الفتح. (الأقوام) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (داءها) خبر كان مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة. (بثهلان) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. ثهلان : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال من الأقوام ويجوز أن تكون متعلقة بيقود. (إلا) حرف استثناء مبنى لا محل له من الإعراب. يفيد هنا الحصر والقصر. (الخزى) اسم كان مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وجملة (كان ومعموليها) سدت مسد مفعولى (علم) في محل نصب. (ممن) جار واسم موصول مبنى فى محل جر ، وشبه الجملة متعلقة بالخزى (يقودها) فعل مضارع مرفوع ، وفاعل مستتر ، وضمير غائبة فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.