تقدم خبر الأفعال الناسخة عليها
أجاز جمهور النحاة تقديم أخبار هذه الأفعال عليها ، إلا مع (ما دام) اتفاقا ، ومع ما صدّر بالحرف النافى على خلاف واسع بينهم فيما يتعلق بنوع حرف النفى.
والكوفيون يمنعون ذلك ؛ لأن الأخبار عندهم أحوال ، فامتنع تقديمها لما يؤدى ذلك إلى الإضمار قبل الذكر.
فأما تقدم أخبار الأفعال الناقصة الملازمة لحرف النفى عليها فإنه يعود ـ على رأى البصريين ـ إلى نوع الحرف النافى ، حيث إن بعض حروف النفى التى يجوز أن تسبقه لها الصدارة فى الكلام ، فلا يتقدم عليها جزء كلام كالخبر مثلا ، وهى : ما ، ولا الناهية ، ولا فى جواب القسم ، فإذا كان الفعل الناقص منفيا بأحد هذه الأحرف الثلاثة فإنه يمتنع تقديم خبره عليه ، فتقول : ما زال محمد ملتزما. لا تزل لاهيا.
والله لا يبرح الطلاب مجدّين. ولا يجوز تقدم أخبار الأفعال السابقة عليها.
وإذا كان الحرف النافى غير الثلاثة السابقة فإنه يجوز أن يتقدم الخبر على الفعل ، فتقول : لا زال علىّ فى البيت ، فى البيت لا زال علىّ ، لن ينفكّ المؤمن صادقا ، صادقا لن ينفكّ المؤمن ، لم يفتأ الصدوق مواظبا على الصلاة ، مواظبا على الصلاة لم يفتأ الصدوق.
وإذا نفى الفعل الناسخ الملازم لناف بـ (ما) النافية فإنه يجوز أن يتقدم الخبر على (كان) مذكورا بينها وبين الحرف النافى ، فتقول : ما مهملا كان علىّ ، وما سعيدا أصبح السهران.
ويمتنع تقديم الخبر على (ما) فى مثل هذا التركيب عند جمهور النحاة ، لكن أجازه بعض الكوفيين (١).
تقدم الخبر الاستفهامى على أفعال الاستمرار :
إذا كان خبر الفعل الناقص اللازم نفيه اسم استفهام صالحا للمعنى فإنه يجوز أن يتقدم على الفعل إذا كان منفيّا بغير (ما) ، ففى قولك : أين الطلبة؟ تقول : أين لا يزال الطلبة؟ ، وأين لم ينفك الطلبة؟.
__________________
(١) ينظر : الجامع الصغير ٥٢.