أى : إن كان المقول حقا ، وإن كان المقول كذبا ، فيكون كلّ من (حقا وكذبا) خبرا لكان المحذوفة.
وقول ابن همام السّلولى :
وأحضرت عذرى عليه الشهو |
|
د إن عاذرا لى وإن تاركا (١) |
أى : إن كان عاذرا لى ، وإن كان تاركا ، ويجوز الرفع بتقدير : إن كان لى فى الناس عاذر.
وقول النابغة :
حدبت علىّ بطون ضنّة كلّها |
|
إن ظالما فيهم وإن مظلوما (٢) |
ومنه قولهم : مررت برجل صالح ، وإن لا صالحا فطالح (٣) ، أى : وإن لا يكن صالحا فهو طالح ، فيكون المنصوب (صالحا) خبرا لـ (كان) المحذوفة مع اسمها ، والمرفوع (طالح) يكون خبرا لمبتدإ محذوف.
ويجوز القول : وإن صالحا فطالحا ، والتقدير : وإن لا يكن صالحا فقد لقيته طالحا ، فينصب الثانى على الحالية.
وضعّف سيبويه قول يونس : إن لا صالح فطالح ، على التقدير : إن لا أكن مررت بصالح فبطالح. حيث إضمار فعل آخر بعد (إن لا) غير إضمار (يكن) فى التقدير : إن لا يكن.
وورد حذف (كان) مع اسمها بعد (لو) الشرطية فى قول الشاعر :
انطق بحقّ ولو مستخرجا إحنا |
|
فإن ذا الحقّ غلاب وإن غلبا (٤) |
__________________
وشبه الجملة متعلقة بالاعتذار. (إذا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب تضمن الشرط. (قيلا) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والألف للإطلاق ، والجملة فى محل جر بالإضافة ، وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما سبق.
(١) الكتاب ١ ـ ٢٦٢.
(٢) الكتاب ١ ـ ٢٦٢ / الأشمونى ١ ـ ٢٤٢ / الهمع ١ ـ ١٢١.
(٣) الكتاب ١ ـ ٢٦٢.
(٤) (انطق) فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (بحق) جار ومجرور بالكسرة ،