ـ فيذهب السيرافىّ إلى أنها رافعة لضمير المصدر الدالّ على الفعل ، كأنه قيل : كان هو ، أى : كان الكون.
ـ ويذهب السيرافىّ إلى أنها لا فاعل لها ، واختار ابن مالك هذا الرأى (١).
كما يختلف النحاة فيما بينهم فى الغرض التركيبى من زيادة (كان) ، وهم فى ذلك على ثلاثة مذاهب (٢) :
أولها : ما ذهب إليه ابن السراج وابن يعيش من أن زيادة (كان) تعنى دخولها كخروجها من الكلام ، فهى لا تعمل ولا تكون لوقوع شىء ، وإنما تؤدى معنى التوكيد.
ثانيها : ما ذهب إليه السيرافى من أن زيادتها يعنى أنها ليست بلا عمل ، كما أنها ليست لوقوع شىء مذكور ، ولكنها تدل على الزمن الماضى.
ثالثها : ما يذهب إليه كثير من النحاة من أنّ (كان) تزاد على وجهين :
أ ـ أن يلغى عملها ويبقى معناها ، فهى زيادة مجازية ، ويمثل لذلك بقولهم : ما كان أحسن زيدا ، وإن من أفضلهم كان زيدا ، فالمراد أن ذلك كان في الزمن الماضى ، وهى لا تعمل ، فكأن المراد : ما أحسن زيدا أمس ، ثم إن عملها ملغى.
ومنه قول امرئ القيس :
أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدرا |
|
بكاء على عمرو وما كان أصبرا (٣) |
__________________
(١) ينظر : التسهيل ٥٥ / الهمع ١ ـ ١٢٠ / حاشية الخضرى على ابن عقيل ١ ـ ١٠٣.
(٢) ينظر : خزانة الأدب ٩ ـ ٢٠٧.
(٣) ديوانه ٦٩ / الخزانة ٩ ـ ٢١١.
(أرى) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (أم) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عمرو) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (معها) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة. (قد) حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (تحدرا) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والألف للإطلاق. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. والجملة الاسمية (دمعها قد تحدرا) فى محل نصب ، حال. على أن (أرى) بصرية. (بكاء) مفعول لأجله منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (على عمرو) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالبكاء. (الواو) حرف عطف مبنى لا محل له. (ما) تعجبية نكرة