بتيهاء قفر والمطىّ كأنها |
|
قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها (١) |
أى : صارت فراخا بيوضها ، وتقدر (كان) بمعنى (صار) هنا ليصحّ المعنى ، إذ لو كانت على أصلها من المعنى لفسد ، ولكان محالا
ومن ذلك قوله تعالى : (فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ) [آل عمران : ٤٩] ، أى : فيصير طيرا.
٩ ـ مرادفة (لم يزل) (٢) :
تأتى (كان) مرادفة (لم يزل) كثيرا ، حيث تأتى دالة على الاستمرار والدوام ، ومن ذلك : قوله تعالى تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران : ١١٠] ، (كان) هنا بمنزلة (لم يزل) ، والتقدير : لم تزالوا خير ... وفى (كان) هنا أوجه أخرى (٣).
__________________
(١) المحتسب ٢ ـ ١٤٤ / شرح ابن يعيش ٧ ـ ١٠٢ / شرح ألفية ابن معطى للموصلى ٢ ـ ٨٦٨ / الأشمونى ١ ـ ٢٣٠ / الخزانة ٤ ـ ٣١.
التيهاء : المفازة ، القطا : طائر سريع الطيران ، الحزن : ما غلظ من الأرض ، وهو نقيض السهل.
(بتيهاء) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. تيهاء : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف ، وشبه الجملة متعلقة بما سبق. (قفر) نعت لتيهاء مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (والمطى) الواو : واو الابتداء أو الحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. المطى : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (كأنها) كأن : حرف تشبيه مؤكد مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، اسم كأن. (قطا) خبر كأن مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وجملة (كأنها) فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، والجملة الاسمية (والمطى كأنها ..) فى محل نصب ، حال من فاعل فى البيت السابق فى (تجرى). (الحزن) مضاف إلى قطا مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (قد) حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (كانت) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. والتاء حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. (فراخا) خبر كان مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بيوضها) اسم كان مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة. وجملة (كان) مع معموليها في محل نصب ، حال من القطا.
(٢) المقتضب ٤ ـ ١١٩ ، ١٢٠.
(٣) أبرزها : أ ـ أنها بمعنى (صار) ، والتقدير : صرتم خير أمة.
ب ـ أنها تامة بمعنى : وجدتم ، فيكون (خير) منصوبا على الحالية.
ج ـ أنها زائدة ، والتقدير : أنتم خير أمة ، ويردّ هذا الرأى.
د ـ أنها بمعناها على حالها ، والتقدير : كنتم فى علم الله ...
ينظر : الدر المصون ٢ ـ ١٨٦.