قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) [البقرة : ١٨٩] فيه : شبه جملة (عليكم) فى محل نصب ، خبر (ليس) مقدم ، و (جناح) اسم (ليس) مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. أما المصدر المؤول (أن تبتغوا) فأصله : فى أن تبتغوا ، فيكون فيه وجهان :
الأول : النصب على نزع الخافض ، وهذا عند سيبويه والفراء.
الثانى : الجرّ باعتبار حرف الجرّ على رأى الخليل والأخفش.
أما شبه الجملة فهى متعلقة بجناح ؛ لأن فيه معنى الفعل حيث مصدريته ، أو فى محلّ رفع نعت لجناح ، أو متعلقة بنعت جناح المحذوف.
(وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ) [فصلت : ٢٣].
(لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [الشعراء : ٣].
(يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ) [الشورى : ٣٣].
(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ) [العنكبوت : ٢٤].
(جواب) خبر كان مقدم ، واسم كان هو المصدر المؤول (أن قالوا). وجملة (اقتلوه) فى محل نصب ، مقول القول.
(فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ) [الحاقة : ٣٥].
(قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها) [النساء : ٩٧].
فى قول عبدة بن الطيب التميمى :
فما كان قيس هلكه هلك واحد |
|
ولكنه بنيان قوم تهدّما (١) |
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ١٥٦ / جمل الزجاجى ٥٦ / شرح ابن يعيش ٣ ـ ٦٥ / ٨ ـ ٥٥ / شرح جمل الزجاجى لابن هشام ١٣٩.
(ما) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح.
(قيس) اسم كان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (هلكه) بدل اشتمال من اسم كان مرفوع ، وعلامة رفعه