وتستطيع أن تقرن بين هذا الشرط والشرط السابق وهو عدم انتقاض نفى الخبر ، إلا أن هذا فى البدل من الخبر ، وذاك فى الخبر الأصلى والمعطوف عليه.
و ـ ألا تتكرر (ما) الحجازية النافية :
يكون تكرير الكلمة فى التركيب لأحد وجهين :
ـ إما للتوكيد ، ويكون توكيدا لفظيا ، فلا يتغير المعنى عما كان عليه أولا.
ـ وإما للأداء المعنوى المحض.
ويظهر الثانى فيما إذا كانت الكلمة مؤدية معنى النفى ، حيث تكون الأولى نفيا ، والثانية نفيا ، فيخلص المعنى إلى الإثبات ؛ لأن نفى النفى إثبات.
كذلكم (ما) الحجازية إذا تكررت فإنها تكرر لأداء أحد الوجهين السابقين ، ذلك على النحو الآتى :
ـ إذا تكررت (ما) الحجازية العاملة لغرض التوكيد اللفظى فإنها تظلّ عاملة ؛ لأن معنى النفى يظلّ ثابتا فى جملتها ، ومنه قول الشاعر :
لا ينسك الأسى تأسّيا فما |
|
ما من حمام أحد معتصما (١) |
حيث (ما) الثانية مؤكدة للأولى ، و (أحد) اسم (ما) النافية مرفوع ، و (معتصما) خبرها منصوب ، وشبه الجملة (من حمام) متعلقة بالاعتصام.
ـ أما إذا تكررت لغرض النفى فى الأولى والثانية فإنها تهمل ؛ لأن معنى النفى ينتقض بالثانية ، فإذا قلت : ما ما أنا مجدّ ، برفع الخبر كانت (ما) مهملة ، لأن
__________________
(١) العينى ٤ ـ ١١٠ / الأشمونى ٣ ـ ٨٣ / الدرر ٢ ـ ١٠٣.
(لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. (ينسك) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، مفعول به (الأسى) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (تأسيا) مفعول لأجله منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فما) الفاء سببية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. ما : حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (ما) حرف نفى مبنى مؤكد للأول ، لا محل له من الإعراب. (من حمام) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالاعتصام. (أحد) اسم ما النافية مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (معتصما) خبر ما الحجازية منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.