والثالث : أن الباء للتأكيد ؛ لأن الكلام بالباء جواب من قال : إن زيدا لقائم ، فيردّ عليه : ما زيد بقائم ، فتجعل الباء بإزاء اللام ، و (ما) بإزاء (إن) ، فإن قيل : إنّ زيدا قائم ، كان الرد : ما زيد قائما.
حكم المعطوف على خبر (ما) العاملة :
يأتى المعطوف على خبر (ما) العاملة عمل (ليس) فى صورتين :
أولاهما : أن يعطف على الخبر المجرد من حرف الجرّ الزائد مع مراعاة نوع حرف العطف وأدائه المعنوى ، من نقض لنفى (ما) عما بعده ، أو تجاوز للنفى بـ (ما) إلى ما بعده.
والأخرى : أن يعطف على الخبر المقرون بحرف الجرّ الزائد (الباء).
أولا : المعطوف على خبر (ما) المجرد :
إذا عطف على خبر (ما) الحجازية العاملة فإن نصبه من عدمه ينبنى على مدلوله من حيث النفى والإثبات ، لأن الفكرة الأساسية أن يكون الخبر أو توابعه فيه مدلول النفى عن الاسم أو المبتدإ.
وهذه الفكرة تتضح إذا قارنا بين العطف بالواو والعطف بـ (بل) و (لكن) ، كما هو فى قولنا : ما أنا مهملا ولا كسولا.
حيث العطف بالواو على خبر (ما) المنصوب (مهملا) ، فأصبح المعطوف مشتركا مع المعطوف عليه الخبر فى النفى ؛ فلم يتغير التابع عن معنى النفى ، ولذلك فهو منصوب بالعطف على خبر (ما). حيث نفيت الإهمال والكسل عنى. ويكون حرف النفى (لا) زائدا لتأكيد النفى.
ويجوز فى التابع بالواو أن يرفع على أنه يمثل جملة اسمية ، فتقول : ما أنا مهملا ولا كسول ، أى : ولا أنا كسول ، فيكون (كسول) خبرا لمبتدإ محذوف. لكن النصب أكثر.
أما إذا كان العطف بـ (بل) أو (لكن) فإن ما بعدهما يكون مخالفا لما قبلهما ؛ لأن الأولى للإضراب ، والثانية للاستدراك ، وكلاهما مخالفة ، والمخالفة نفى ،