وفى الاسم النكرة إذا تضمن معنى الخرق للعادة تعريف ضمنى ؛ لأنه لا يكون إلا واحدا ، ففى النكرة التى تحمل هذا المعنى تخصيص ، كما أن فى علاقة الخبر بالمبتدإ ـ حينئذ ـ إثارة للعجب ، وقد تلتمس فيها النعت المقدر أو المحذوف. كأن تقدر : شجرة واحدة ، أو شجرة معجزة ، أو شجرة خارقة ، وكذلك التقدير فى (بقرة).
الحادى عشر : أن تدلّ النكرة على معنى العجب ولفظه :
إذا قلت : عجب لعبد لا يكرّم نفسه. فإن النكرة (عجب) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، خبره الجملة الفعلية المنفية (لا يكرم).
ويمكن لك أن تدرك فى النكرة فى هذا التركيب معنى التعريف عن طريق الإضافة الذهنية ، فالتقدير : عجبنا ، أو : عجبى ، أو غير ذلك ، ومنه قول الشاعر :
عجب لتلك قضية وإقامتى |
|
فيكم على تلك القضية أعجب (١) |
وفيه النكرة (عجب) مبتدأ مرفوع ، خبره شبه الجملة (لتلك) ، أو ما تعلق به شبه الجملة من محذوف.
الثانى عشر : أن تكون النكرة اسم تفضيل :
معنى التفضيل صفة مبهمة تتحدد بذكر المفضل والمفضل عليه ؛ ولذا إذا كان
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٣١٩ / ابن يعيش ١ ـ ١١٤ / الجامع الصغير ٤٢ / شرح التصريح ٢ ـ ٨٧ / الدرر ٣ ـ ٧٢.
(عجب) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (لتلك) اللام حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. تلك : اسم إشارة مبنى فى محل جر باللام. وشبه الجملة فى محل رفع خبر المبتدإ. ويجوز أن يكون (عجب) خبرا لمبتدإ محذوف ، أو مبتدأ خبره محذوف ، وتكون شبه الجملة (لتلك) متعلقة بالعجب. (قضية) خبر لمبتدإ محذوف ، والتقدير : هذه قضية. ويجوز أن تنصب على التمييز من اسم الإشارة. (وإقامتى) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. إقامة : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة ، منع من ظهورها مناسبة الكسرة لضمير المتكلم ، وهو مضاف وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر مضاف إليه (فيكم) فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بفى ، وشبه الجملة متعلقة بالعجب. (على تلك) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. تلك : اسم إشارة مبنى فى محل جر بعلى ، وشبه الجملة متعلقة بالإقامة. (القضية) بدل من اسم الإشارة ، أو عطف بيان له مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أعجب) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.