وكذلك إذا كان الخبر دالا على تكليف معنوىّ مع ذكر المكلّف ، بواسطة حرف الجرّ (على) ، كما هو فى قوله تعالى : (عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) [المائدة : ٩٢] ، حيث المبتدأ (البلاغ) مكلف به (رسول) بواسطة حرف الجرّ (على) ، وشبه الجملة (على رسول) هى الخبر ، وتستطيع أن تفهم أن البلاغ مكانه الرسول.
ومثله قوله تعالى : (ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ) [المائدة : ٩٩].
ويخبر بالمكان عن اسم الذات واسم المعنى.
ويحترز فى ذلك من احتمال كون الخبر دالا على مكان ، ولا يعتبر مكانا للمبتدإ ؛ ذلك لأن المبتدأ ـ حينئذ ـ يكون اسم مكان ، فيخبر بالمكان عن المكان فيكون الخبر صفة للمبتدإ ، أو هو هو ، كأن تقول : الغناء مكان اللعب ، والمدرج مكان إلقاء المحاضرات ، والطوار مكان السائرين على الأقدام ، أما الشارع فهو مكان السيارات.
ثالثا : أن يكون الخبر زمانا للمبتدإ :
وذلك بأن يكون الخبر شبه جملة دالة على زمان المبتدإ ، حيث يتحمله مدلوله ، كأن تقول : الاجتماع بعد الظهر ، المقابلة مساء ... إلخ.
فيكون المبتدأ ـ حينئذ ـ اسم معنى لا غير. ويخبر بالزمان عن اسم الهيئة فقط ، ولا يخبر به عن اسم الذات ، ويعلل لذلك فى موضعه.
ويحترز فى ذلك من احتمال كون الخبر دالّا على زمان ، ولا يعتبر زمانا
للمبتدإ ؛ ذلك لأن المبتدأ يكون ـ حينئذ ـ اسم زمان فيخبر بالزمان عن الزمان ، فيكون الخبر صفة للمبتدإ ، أو هو هو. كأن تقول : يوم الخميس يوم سفرنا ، رمضان شهر الصيام ، وذو الحجة شهر الحج.
ملحوظة :
قد تكون العلاقة المعنوية بين المبتدإ والخبر غير الوصفية والزمانية والمكانية ، ويكون ذلك فى بعض تراكيب الخبر شبه الجملة ، كأن تقول : الكتابة بالقلم ، والذى يحدد هذه العلاقة حرف الجرّ الباء ، حيث يفيد معنى الوسيلة ، أو الواسطة ، أو الأداة.