ويرى النحاة أن فى كلّ مشتقّ ضميرا يعود على المبتدإ ، ويكون الضمير فاعلا أو نائب فاعل للمشتقّ الخبر ، وقد يحتسب مع الصفة المشبهة باسم الفاعل مفعولا به فيكون تجوزا ، وقد يحتسب فاعلا فيكون قبحا.
والملحوظ أن معنى الخبر فى هذا القسم صفة للمبتدإ ، أو هو المبتدأ نفسه فى المعنى.
الخبر السببى :
قد يكون الإخبار عن المبتدإ سببيا ، أى : يخبر عنه بصفة مشتقة تصف جزاء منه أو ما يتعلق به ، وهذا التركيب يتماثل في الخبر والنعت والحال ، ويجب أن يذكر بعدها معمولها متضمنا ضميرا يعود على المبتدإ.
ولك فى الاستخدام التركيبى والإعرابى للخبر السببى ثلاثة استخدامات ، يحكمها العدد فى كلّ من الصفة ومعمولها ، ذلك على النحو الآتى :
أولا : أن تتطابق الصفة مع موصوفها فى العدد ، أو ما يشبه المطابقة فى العدد :
من ذلك أن تقول : محمد حسن خطّه ، وفيه يجوز أن تضع الصفة قبل معمولها أو بعدها ؛ لذلك فإنه يجوز فيه وجهان إعرابيان :
أ ـ أن يكون (محمد) مبتدأ مرفوعا ، ويكون (حسن) خبرا مقدما للمبتدإ الثانى (خط) ، والجملة الاسمية (حسن خطه) أى (خطه حسن) فى محل رفع ، خبر المبتدإ الأول (محمد).
ب ـ أن يكون (حسن) مبتدأ أو خبرا مقدما ، و (خط) فاعل له سدّ مسدّ الخبر ، أو المبتدإ المؤخر ، وتكون الجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر المبتدإ الأول (محمد). أنبه إلى أن جواز احتساب فاعل الصفة المشبهة السادّ مسدّ المبتدإ أو الخبر جائز ؛ لاعتماد الصفة على مبتدإ سابق عليها.
ومن أمثلة ما يشبه المطابقة فى العدد قولك : محمد كريمة أخلاقه ، الصفة (كريمة) مفردة ، ومعمولها (أخلاق) جمع ، لكنه جمع تكسير غير عاقل ، فيعامل معاملة المفردة ، لذا فإن لك فى هذا التركيب الوجهين الإعرابيين السابقين ، هما :
أ ـ أن تكون خبرا مقدما للمبتدإ الثانى (أخلاق) ، والجملة الاسمية (كريمة أخلاقه) فى محل رفع ، خبر المبتدإ الأول (محمد).