ما ظاهره ملتبس ؛ لأنه جعل ما قبل الظرف هو العامل ، فيجىء على هذا إذا قلت : هو خلفك ؛ أن كون الناصب لخلفك هو زيد إذا قلت : زيد خلفك» (١).
ومن قول السيرافى يظهر لنا أن سيبويه لا يقدر محذوفا فيما إذا كان الخبر شبه جملة.
ويبدو أن البحث عن عامل لائق هو الذى دفع جمهور النحاة إلى تقدير محذوف ، سواء أكان صفة مشتقة أم فعلا ، فكلاهما عامل ، وقول السيرافى
السابق دليل على ذلك ، وأىّ عامل يبحث عنه النحاة؟ والظروف فى اللغة العربية منصوبة دائما ، وما بعد حروف الجرّ مجرور دائما ، ولما ذا لا يكون العامل فى شبه الجملة هو ما تممّ معناه ، وما عنه تخبر؟
الإخبار بشبه الجملة عن الاسم الجامد :
لا يجوز الإخبار بشبه الجملة إلا إذا كانت تامة ، أى : تفيد معنى تامّا مع المبتدإ ، ونتذكر أن الاسم الجامد على ضربين : اسم ذات أو هيئة أو جثة أو عين ، واسم معنى أو مصدر أو حدث ، وليست شبه الجملة صالحة معنويّا للإخبار بها عن نوعى الاسم فى كلّ الحالات ، إذ لا تفيد أو لا تكون تامة فى كلّ أحوال الإخبار بها ، ذلك على النحو الآتى : ـ اسم المعنى أو الحدث يجوز الإخبار عنه بالجار والمجرور والظرف بنوعيه ، فيقال : العلم فى الكتب ، الصداقة الحاقة بين الأوفياء ، الإظلام مساء ، إذ المبتدآت (العلم ، الصداقة ، الإظلام) أسماء معان قد أخبر عنها بأشباه الجمل (فى الكتب ، بين ، مساء) ، الأولى جار ومجرور ، والثانية ظرف مكان ، والثالثة ظرف زمان.
ـ أما اسم الذات أو العين فإنه لا يخبر عنه إلا بالجار والمجرور وظرف المكان فقط ، فيقال : الطلبة فى القاعة ، الكتاب بين يديك ، حيث كلّ من (الطلبة ، والكتاب) مبتدأ ، وهو اسم عين ، وقد أخبر عنهما بالجار والمجرور (فى القاعة) ، وظرف المكان (بين).
__________________
(١) هامش الكتاب ١ ـ ٤٠٤.