لكننا نذكّر بأن الشىء الواحد يجوز أن تعدد صفاته ، ولما كان الخبر بمثابة الصفة جاز أن يتعدد الخبر لمبتدإ واحد ، ويكون ذلك فى صورتين : أولاهما : تعدد الخبر بدون استخدام أداة ربط أو مشاركة ، كما ذكر سابقا.
ويكون ذلك واجبا فيما يأتى : ـ أن تكون الأخبار المتعددة معبرة عن حقيقة واحدة ، كما يذكر في القول : الرمان حلو حامض أى : مزّ.
ـ إذا كانت الأخبار المتعددة هى المبتدأ فى المعنى ، كأن تقول : محمد أخوك أبو خالد ، فمحمد هو أخوك هو أبو خالد. فلو عطفت الخبر الثانى بالواو لما استقام الكلام.
ـ أن تكون الأخبار المتعددة مقصودة كلّا أو جميعا ، كقولك : محمد راكب ضاحك ، أى : جامع للركوب والضحك معا ، فهما خبران فى اللفظ ، وخبر واحد فى المعنى. ومنه قول حميد بن ثور الهلالى :
ينام بإحدى مقلتيه ويتّقى |
|
بأخرى المنايا فهو يقظان نائم (١) |
__________________
(١) ديوانه ١٠٥ / شرح الجمل لابن عصفور ١ ـ ١٦٩ ، ٣٦٠ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٢٥٩ / الأشمونى ١ ـ ٣٥٣ / حاشية الخضرى ١ ـ ١٠٩ / خزانة الأدب ٤ ـ ٢٩٢.
(ينام) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعلة ضمير مستتر تقديره : هو. (بإحدى) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. إحدى : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وشبه الجملة متعلقة بالنوم. (مقلتيه) مقلتى : مضاف إلى إحدى مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه مثنى ، وحذفت النون من أجل الإضافة. وهو مضاف وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (ويتقى) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب يتقى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (بأخرى) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أخرى : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وشبه الجملة متعلقة بالاتقاء. (المنايا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (فهو) الفاء تعقيبية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. هو : ضمير مبنى فى محل رفع مبتدإ. (يقظان) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. [الحظ أنه بضمة واحدة لأنه ممنوع من الصرف]. (نائم) خبر ثان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.