خبرهما ، فعطف الثانى على الأول. وإذا كان التحليل كذلك فإنه لا بدّ من ذكر الخبرين ، حيث هما صفتان ، كل صفة تخبر عن جزء من المبتدإ.
لكن الأقوى بلاغة للمعنى أن تجتمع صفتا الصمم والبكم فى شخص واحد يكذب بآيات الله ؛ حتى يعبر بهما عن مدى إمعانه فى الضلال.
دخول الفاء على الخبر
قد يرد الخبر فى الجملة الاسمية مسبوقا بالفاء ، ولا يكون ذلك إلا إذا كان المبتدأ متضمنا معنى الشرط والجواب أو الجزاء ، أو كان اسما دالّا على العموم ، أى : يكون المبتدأ فيه معنى الإبهام ، وأن يكون بين الركنين علاقة سببية.
ودخول فاء الجواب أو الجزاء على خبر المبتدإ قد يكون لازما ، وقد يكون غير لازم.
أما لزوم دخول الفاء على الخبر فإنه يكون فى تركيبين :
أولهما : أن يكون المبتدأ اسم شرط خبره جملة الجواب ـ عند بعض النحاة ـ وتكون من المواضع التى لا يصحّ فيها الجزم ، نحو قولك : من يأتنى فإننى أكرمه.
وما تفعله من خير فالله يثيبك عليه. حيث (من وما) اسما شرط مبنيان كلّ منهما فى محل رفع ، مبتدأ ، وجملة الجواب لا يصح فيها الجزم ، فوجب دخول فاء الجزاء أو الجواب ، وعند بعض النحاة تكون جملة الجواب خبر اسم الشرط.
والآخر : بعد (أمّا) ، ويذكر بالتفصيل فيما بعد ، لكن منه قولك : أمّا المهمل فلن نحترمه ، حيث (المهمل) مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (لن نحترمه) ، ولزم دخول فاء الجواب أو الجزاء على الخبر لتصدر الجملة بـ (أمّا).
ومنه أن تقول : أما هذا الدرس فإننا نفهمه ، وأما ذاك فإنه يحتاج إلى توضيح (١).
__________________
(١) (أما) حرف فيه معنى الشرط والتفصيل والتنويع ، مبنى لا محل له من الإعراب. (هذا) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (الدرس) بدل أو عطف بيان أو نعت لاسم الإشارة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، (فإننا) الفاء : حرف جواب وجزاء مبنى لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين مبنى في محل نصب اسم إن. (نفهمه) نفهم : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إنّ. وجملة إن مع معموليها فى محل رفع ، خبر اسم الإشارة.
أعرب الجملة الأخرى على غرار السابقة.