حيث تعدى الفعل (أمر) إلى مفعولين بنفسه مرة (أمرتك فعل) ، وأخرى إلى أحدهما بواسطة حرف الجر (أمرت به).
وتقول : أنبأتك الخبر ، أو : بالخبر ، حدّثتك بالصدق ، أو : الصدق. استغفرت الله من الذنوب ، استغفرت الله ذنوبى.
ـ أفعال تتعدى لمفعولين مرة ، ولا تتعدى أخرى :
هذه الأفعال تتعدى فى معنى ، وتلزم فى معنى آخر ، نحو : نقص المال ، نقصت المال جنيهين.
(نقص) فى الجملة الأولى فعل لازم ، وفاعله (المال) ، أما هو فى الجملة الثانية ففعل متعد إلى اثنين ، أولهما (المال) ، والثانى (جنيهين).
ومنه قوله تعالى : (ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً) [التوبة : ٤] ، حيث (ينقص) تعدّى إلى مفعولين : (كاف المخاطبين وشيئا) ، وبعضهم يرى أن (شيئا) نائب عن المفعول المطلق ، والتقدير : نقصا ما ، أو : شيئا من النقصان (١).
ـ أفعال تتعدى إلى مفعولين صرفيّا (بنيويا):
الأفعال التى تتعدى إلى مفعول واحد بلا واسطة تتعدى إلى مفعولين بواسطة الهمزة (٢). والفعل المنقول بالهمزة متعدّ دائما ، فإذا كان متعديا قبلها إلى واحد ، فإنه ينقل بها إلى التعدى إلى اثنين.
فتقول : أفهمت محمدا الدرس. (محمدا) مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، (الدرس) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
ومنه : أعلمت عليّا الخبر ، بمعنى (أعرفته). أسمعنا المدرس الشرح. أكسبته التجارة مالا وفيرا. ألحقت المسافر القطار.
ومثل التعدى الصرفى بالهمزة التعدى بالهمزة والسين والتاء ، فتقول : استنطقت محمدا الخبر ، وقد كان : نطق محمد الخبر ، متعديا إلى مفعول واحد ، فلما أردت
__________________
(١) ينظر : إملاء ما منّ به الرحمن ٢ ـ ١١ / الدر المصون ٣ ـ ٤٤٣.
(٢) ينظر : المقتصد فى شرح الإيضاح ١ ـ ٦١١.