ه ـ الاستفهام :
فى أى صورة من صور موقعه فى تركيب الجملة التى تقع بعد الفعل القلبى ، فقد يكون الاستفهام :
ـ معترضا بين الفعل ومنصوبيه ، كما فى قوله تعالى : (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) [الأنبياء : ١٠٩] ، معمولا الفعل القلبى (أدرى) هما (قريب ما توعدون) ، تصدرا بحرف الاستفهام (الهمزة) ، فيعلق الفعل ، ويكون (قريب) مبتدأ أو خبرا مقدما ، و (ما) الاسم الموصول يكون فاعلا سدّ مسدّ الخبر أو المبتدإ المؤخر ، والجملة الاسمية فى محل نصب مفعولى (أدرى).
ـ وقد يكون اسم الاستفهام أحد المعمولين ، كما فى قوله تعالى : (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى) [طه : ٧١] ، حيث (أى) اسم استفهام مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة مضاف ، خبره (أشد) ، والجملة الاسمية فى محل نصب مفعولى (تعلم) ؛ لأن الفعل معلق عن العمل.
ومثله أن تقول : علمت من القادم؟ خلت أىّ البابين أوسع
ـ وقد يكون الاستفهام مضافا إلى أحد المعمولين ، كأن تقول : علمت فتاة من هذه؟ (فتاة) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة مضاف ، واسم الاستفهام (من) مضاف إليه مبنى على السكون فى محل جر. واسم الإشارة (هذه) مبنى فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، والجملة الاسمية فى محل نصب مفعولى (علم) ، وهو فعل قلبى معلق لتضمن معموله استفهاما. ومنه : ظننت كتاب من هذا؟
ـ وقد يكون اسم الاستفهام فضلة فى معمول الفعل القلبى ، كما فى قوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٢٢٧]. حيث معمول (يعلم) الجملة الفعلية (أى منقلب ينقلبون) ، وقد تضمنت اسم استفهام (أى) ، وهو منصوب على المصدرية.
و ـ لعل :
يقول ابن هشام : «ذكره أبو على فى التذكرة» (١) ، فيكون منه قوله تعالى :
__________________
(١) ينظر : شرح الشذور ٣٦٦.