الرتبة بين الفاعل والمفعول به
النمط المثالىّ لبناء الجملة الفعلية أن يذكر الفعل أولا ، ثم الفاعل ، ثم المفعول به ، وقد تختلف الرتبة بين هذه الأجزاء ، أو ذوات هذه الأسماء ، لكن هناك ضوابط لهذا الخلاف ، كما أن هناك مواضع وجوب ترتيب معين بين الفاعل والمفعول به ، يفسر فيما يأتى :
وجوب تقديم الفاعل على المفعول به :
يجب أن يتقدم الفاعل على المفعول به فى المواضع الآتية :
أ ـ إذا خيف اللبس بين الفاعل والمفعول به ، ولا قرينة تميز أحدهما من الآخر (١) ، حيث لا يؤدى المعنى إلى التمييز بين الاثنين ، كما لا يؤدى الجانب اللفظى إليه ، حيث يتعذر إظهار العلامة
الإعرابية ، أو يثقل ، أو أن يكون الاسم مبنيا ، حينئذ يتعين أن يكون المذكور أولا هو الفاعل ، وأن يكون المذكور ثانيا هو المفعول به ، ويبدو ذلك فى :
ـ الاسمين المقصورين ، نحو : فهم مصطفى عيسى ، (مصطفى) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، (عيسى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر.
ومنه : طالبت الكبرى الصغرى بما لها عليها. أكرمت سلمى سعدى. استضافت ليلى رضوى. أخبرت الحبلى السكرى.
ـ الاسمين الموصولين : نحو : حيّى الذى أتانا الذى عندنا. (الذى أتانا) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، فاعل ، (الذى عندنا) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. وتعين ذلك لأن الاسمين مبنيان ، فلا تظهر عليهما العلامة الإعرابية.
__________________
(١) ينظر : المقتضب ٣ ـ ١١٧ / التسهيل ٧٨ / المقرب ١ ـ ٥٣ / شرح التصريح ١ ـ ٢٨١.