كلّ من (تاء المتكلم ، وياء المخاطبة ، وياء المخاطبة ، وواو الجماعة ، وتاء المتكلم) ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، أما (هاء الغائب ، وهم ضمير الغائبين ، وهاء الغائب ، وها ضمير الغائبة ، وكاف المخاطب) فكلّ منها ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به. وتلحظ تقدم الفاعل ما دام ضميرا.
ومنه : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ) [الإسراء : ١٠٥]. (فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) [الشعراء : ١٧٠]. (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً) [الفرقان : ٥٦]. (وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً) [الفرقان : ٤١].
وجوب تقديم المفعول به على الفاعل :
يجب أن يتقدم المفعول به على فاعله ، فيتوسط بينه وبين الفعل ، فى المواضع الآتية (١) :
أ ـ أن يحصر الفاعل ، والمحصور يجب أن يتأخر ، فيلزم تقدم المفعول به على الفاعل حينئذ ، ذلك فى قوله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) [فاطر : ٢٨] ، لفظ الجلالة (الله) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، (العلماء) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، أريد حصر الفاعل ، فتأخر عن المفعول به.
ومنه أن تقول : إنما يتقن العمل المؤمن ، إنما يعرف إجابة هذا السؤال المجدّ.
ومنه : ما فهم هذه القضية النحوية إلا المنتبهون ، ما أعلمنا بهذا الخبر إلا محمد.
ولا يوجب الكسائى ذلك مع (إلا) (٢).
ومنه : ما أفهم محمدا إلا أنا ، ما قدر الأول إلا هو ، ما احترم هذا الرجل إلا أنت (٣).
__________________
(١) ينظر : المقتضب ٣ ـ ١١٢ ، ٤ ـ ١٠٢ / التسهيل ٢٧ / شرح ابن عقيل ١ ـ ١٤٩ / شرح التصريح ١ ـ ٢٨٣.
(٢) التسهيل ٩٧.
(٣) يجوز أن يكون الفاعل ضميرا منفصلا فى مواضع ، منها :