وكذلك إذا اتصل الضمير بالفاعل والضمير يعود على ما أضيف إلى المفعول ، كقولك : احترم أبا محمد صديقه ، ضمير الغائب المضاف إلى الفاعل (صديق) يعود على محمد ، ومحمد مضاف إلى المفعول به (أبا) ، فيتأخر الفاعل لذلك.
ومنه : أكرم أخا محمد زميله ، استقبل أبا علىّ زوجه ، قدّر صديق محمود أخوه.
ج ـ أن يكون المفعول به ضميرا متصلا مع كون الفاعل اسما ظاهرا ، فيتقدم المفعول به كى ينطق معتمدا على الفعل ؛ لئلّا يراد به الإضافة إذا اعتمد على الفاعل فى النطق ، نحو قولك : أسعدك الله ، لم يعجبكم هذا العمل ، بلغنى الخبر ، كلّ من (كاف المخاطب وكاف المخاطبين وياء المتكلم) ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، أما لفظ الجلالة (الله) واسم الإشارة (هذا) و (الخبر) فكلّ منها فاعل ، وهى أسماء ظاهرة ؛ لذا تقدمت المفعولات الضمائر لتعتمد فى نطقها على الفعل.
ومنه. (وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) [النساء : ١٢٠]. (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً) [نوح : ٦]. (دعاء) فاعل مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة لضمير المتكلم. وضمير الغائبين (هم) مبنى فى محل نصب ، مفعول به.
ومنه. (وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) [الروم : ٩]. (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ)(١) [لقمان : ٣٣].
__________________
(١) (لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. (تغرنكم) تغر : فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محل جزم. والنون الثقيلة : للتوكيد حرف مبنى لا محل له من الإعراب.
وضمير المخاطبين (كم) مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (الحياة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
(الدنيا) نعت للحياة مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر. (الواو) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (لا يغرنكم) كإعراب سابقه. (بالله) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الله : لفظ الجلالة اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بيغر.
(الغرور) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.