ومنه : غلام من تكرم أكرمه. (غلام) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، و (من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل جر ، مضاف إليه.
ج ـ أن يكون المفعول به فاصلا بين (أما) وفاء الجزاء. يجب أن تذكر فاء الجزاء أو الجواب بعد (أمّا) التى فيها معنى الجزاء أو الشرط ، كما يجب أن يفصل بينهما بفاصل ، قد يكون هذا الفاصل المفعول به ، حينئذ يجب أن يسبق الفعل ، كما فى قوله تعالى. (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) [الضحى : ٩ ، ١٠]. كلّ من (اليتيم والسائل) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو الفاصل بين (أما) وفاء الجزاء أو الجواب.
ومنه أن تقول : أما محمدا فقدّر الجميع لاجتهاده ، أما كتاب النحو فقد قرأت ، أما قضية الرتبة فقد فهمت.
ملحوظة :
إذا تقدم المفعول به على عامله جاز إدخال اللام عليه ، فتقول : للمجتهد كافأت ، لسعيد أكرمت ، والأصل : كافأت المجتهد ، كافأت سعيدا.
ويعلل لوجود اللام فى مثل هذا التركيب بأنه تقوية للعامل ، حيث إنه لما تقدم المعمول ضعف العامل فقوى باللام (١) ، كما يقوى العامل الفرعى (ما يعمل عمل الفعل) باللام ، كما فى قوله تعالى. (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) [هود : ١٠٧ ، البروج : ١٦].
ومن ذلك قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) [يوسف : ٤٣].
جواز تقدم المفعول به على الفعل.
يجوز أن يتقدم المفعول به على فعله فيما عدا المواضع السابقة من مواضع وجوب التأخر أو التقدم ، فتقول :
__________________
(١) ينظر : المقتضب ٢ ـ ٣٦ / البسيط فى شرح جمل الزجاجى ٢ ـ ٨٥٨ / وانظر ١ ـ ٤٦٥.