وجوب تقديم المفعول به الثانى
يجب تقديم المفعول به الثانى على الأول فى المواضع الآتية (١) :
أ ـ عن طريق الحصر ، وهو أن يحصر ما هو فاعل فى المعنى ، حينئذ يتأخر المحصور وهو الفاعل فى المعنى ، فيتقدم المفعول به فى المعنى عليه ، وهو الثانى لتحقيق معنى الحصر ، نحو : ما منحت الجائزة إلا المتفوق ، (الجائزة) مفعول به ثان منصوب ، و (المتفوق) مفعول به أول منصوب ، ويجب تأخره لأنه المحصور.
أو أن يحصر ما هو مبتدأ فى الأصل ، فيجب تأخره ، وتقدم ما هو خبر لتحقيق معنى الحصر ، نحو قولك : ما ظننت مجتهدا إلا محمدا. (مجتهدا) مفعول به ثان مقدم منصوب ، (محمدا) مفعول به أول مؤخر منصوب.
ومنه : إنما حسبت مفتوحا الباب الأول. هل علمت كريما إلا محمودا؟
ب ـ أن يكون المفعول الأول ظاهرا ويكون الثانى ضميرا متصلا ، فيحتاج إلى ما يعتمد عليه نطقا ، وليكن الفعل ؛ حتى لا يكون مضافا فيلزم تقديمه على المفعول به الأول الذى له أصالة التقديم ، كقولك : الدرس أفهمته عليّا. الثوب كسوته الفقير ، الجنيهان أعطيتهما البائع. ضمير الغائب فى الأمثلة الثلاثة فى محل نصب ، مفعول به ثان ، وكلّ من : على والفقير والبائع مفعول به أول مؤخر.
ج ـ أن يشتمل المفعول به الأول على ضمير يعود على المفعول به الثانى ، فيلزم تأخير المفعول به الأول المشتمل على الضمير ؛ حتى لا يعود الضمير على اسم متأخر فى اللفظ والرتبة ، كقولك : منحت الكتاب موجده ، أعطيت القلم باريه ، سلّمت الدار مشتريها ، كلّ من : (الكتاب ، والقلم ، والدار) مفعول به ثان منصوب ، و (موجد ، بارى ، مشترى) مفعول به أول منصوب ، وقد أخر المفعول به الأول لتضمنه ضميرا يعود على المفعول به الثانى.
ومنه : ألبست الأمّ الثوب صاحبته ، أعطيت الأموال طالبها. لقد منحوا الجائزة مستحقّها.
__________________
(١) ينظر : شرح ابن عقيل ٢ ـ ١٥٣ / الجامع الصغير ٩٠ / شرح التصريح ١ ـ ٣١٤ / ضياء السالك ٢ ـ ٩٨.