من ذلك قوله تعالى فى قراءة هشام : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ)(١) [آل عمران : ١٦٩] بالياء فى (يحسب) ، فيكون تقدير الفاعل : حاسب ، ويكون الكلام : ولا يحسبن حاسب.
وقوله ـ عليه الصلاة والسّلام : «ولا تناجشوا ، ولا يزيدنّ على بيع أخيه ، ولا يخطبنّ على خطبته» (٢) ، والتقدير : ولا يزيدن زائد ، ولا يخطبن خاطب ...
وقوله ـ عليه الصلاة والسّلام : «لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» (٣). أى : ولا يشرب الخمر شارب ....
الاقتصار على المفعول به :
قد تحذف الجملة الفعلية بركنيها ـ فعلها وفاعلها ـ جوازا ، ويقتصر منها على المفعول به ، وذلك للاختصار والإيجاز ، من ذلك :
ـ إذا دل عليهما دليل سابق ، ومنه : قوله تعالى : (قالُوا خَيْراً) [النحل : ٣٠] ، أى : أنزل خيرا ، فيكون (خيرا) مفعولا به منصوبا لفعل محذوف ، وتلحظ حذف الفعل والفاعل معا ؛ لأنهما مذكوران فى قول سابق من قوله تعالى : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ).
__________________
(١) يرجع إلى : السبعة لابن مجاهد ٢١٩ / الحجة في القراءات السبع ١١٦ / الإقناع فى القراءات السبع ٢ ـ ٦٢٤ / إتحاف الفضلاء ١٨٢ / النشر ٢ ـ ٢٤٤.
(لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. (تحسبن) تحسب : فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محل جزم. والنون للتوكيد حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. والفاعل ضمير مستتر تقديره : (أنت). (الذين) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (قتلوا) قتل : فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على الضم. وواو الجماعة ضمير مبنى في محل رفع ، نائب فاعل. (فى سبيل) فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. سبيل : اسم مجرور بعد فى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالقتل. (الله) لفظ الجلالة مضاف إلى سبيل مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أمواتا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بل) حرف إضراب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أحياء) خبر لمبتدإ محذوف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والتقدير : بل هم أحياء.
(٢) يرجع إلى : صحيح البخارى (باب لا يبيع على بيع أخيه) ١ ـ ٩١ / سنن ابن ماجه (باب لا يبيع الرجل على بيع أخيه) ٢ ـ ١٠.
(٣) يرجع إلى : صحيح البخارى (باب : النهبى بغير إذن صاحبه) ٣ ـ ١٧٨ / سنن ابن ماجة (باب : حرمة دم المؤمن وماله) ٢ ـ ٣٤٩.