إلباس النحاة الفاعل بالمبتدإ
يجعل جمهور النحاة شبه الجملة متعلقة بفعل أو ما يشبه الفعل ، فإذا لم يكن الفعل موجودا فإنه يقدّر فعل أو شبهه من الكون أو الاستقرار ، فإذا ابتدئت الجملة الاسمية بشبه الجملة فإنها تتعلق بفعل أو شبهه ، عندئذ يلتبس بين كون الجملة اسمية أو فعلية ، ويحدث إلباس الفاعل بالمبتدإ عند النحاة.
وتقوى جهة الفاعلية عند كثير من النحاة باعتماد شبه الجملة على ما قبلها من :
ـ الاعتماد على المبتدإ ، كقولك : هذا الرجل فى الداخل أبناؤه. محمد فى الدرج كتابه.
ـ الاعتماد على ما كان مبتدأ ، كالمفعول الأول لظن ، نحو : ظننت هذا الرجل فى الداخل أبناؤه ، خلت محمدا فى الدرج كتابه.
وكذلك المفعول الثانى من مفعولات (أعلم وأرى) ، نحو قولك : أعلمت عليا محمدا فى الدرج كتابه ، خبّرت صاحب الدار هذا الرجل فى الداخل أبناؤه.
ـ الاعتماد على الموصوف ، نحو : رأيت رجلا معه ابنه ، أعجبت بشجرة عليها ورقها الكثيف ، مررت برجل أمامه كلبه.
ـ الاعتماد على الموصول ، وذلك بأن تكون شبه الجملة فى صدر الصلة ، نحو : جاء الذى عندنا أبوه ، وحضر من في المنزل أخوه.
ـ الاعتماد على صاحب الحال ، كقوله تعالى : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ)(١) [البقرة : ١٩] ، على أن (فيه ظلمات) فى محل نصب ، حال من (صيب) ؛ لأنه نكرة موصوفة ، فجاز أن تكون صاحبا للحال ، أو حالا من المستتر فى (من السماء) ، فتكون شبه الجملة قد اعتمدت على صاحب الحال ، فجازت الفاعلية فى (ظلمات).
__________________
(١) (فيه ظلمات) جملة اسمية من خبر مقدم شبه جملة ومبتدإ مؤخر فى محل جر ، نعت لصيب ، ويجوز أن تكون فى محل نصب ، حال منه ؛ لأنه نكرة موصوفة بشبه الجملة (من السماء).