ولا يقام مقام الفاعل ـ على الأرجح ـ المفعول لأجله ؛ لأن أصله أن يستعمل باللام ، ثم حذفت ، فلو أقيم مقام الفاعل لبطلت دلالتها (١).
وكذلك المفعول معه ؛ لأنه مسبوق بالواو التى أصلها العطف ، ولا بد من وجودها سابقة عليه ، فهى فاصلة بينه وبين الفاعل فصلا دائما ، والفاعل كالجزء من الفعل ، والمفعول معه بدون الواو لا يعطى معناه (٢).
التغيرات الحادثة فى بنية الفعل المبنى للمجهول
عند إسناد الفعل إلى المفعول فإن مبنى الفعل يحدث به تغييرات ؛ ليختلف عن صيغته الطبيعية التى تكون حال بنائه للفاعل أو للمعلوم ، وذلك ليدلّ ببنائه المتغير على إسناده إلى ما لم يسمّ فاعله ، وهو النائب عن الفاعل ، وتكون التغيرات الحادثة فى الفعل على النحو الآتى :
أولا : الفعل الماضى :
حال بناء الفعل الماضى للمجهول يتبع ما يأتى من أحكام :
ـ الفاء : تضمّ ، لكنها : تسكن إذا جاءت فى الفعل بعد همزة الوصل أو همزة القطع الزائدتين ، وكان الفعل غير مضعف إلا فى مثال (انفعل) ، حيث تكون فاؤه مضمومة حال بنائه للمجهول.
تكسر إذا كان الفعل أجوف ، والفاء غير مباشرة لهمزة الوصل أو همزة القطع الزائدتين ؛ ذلك لأن حرف العلة فى الفعل الأجوف ينقلب إلى ياء مدّ بدلا من الكسرة ، والياء يناسبها الكسرة قبلها ، والفاء هى التى تسبق حرف العلة فتحمل الكسرة.
__________________
(١) ينظر : التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٢٥.
(٢) ينظر : شرح ابن الحاجب على الكافية ٢٢ / الرضى على ابن الحاجب ١ ـ ٨٤ / الفوائد الضيائية ١ ـ ٢٧٢.