الدرس؟ (درس) فى المثال الأول مفعول به لاسم الفاعل (فاهم) ، وهو فى المثال الثانى نائب فاعل لاسم المفعول (مفهوم). الحظ تغير صيغة اسم الفاعل إلى صيغة اسم المفعول عند البناء للمجهول.
وتقول : أمعلوم الخبر؟ ما مصدّق الكاذب. أمستمال إليه؟ ما مكتوب هذا المثل.
احتساب النائب عن الفاعل :
لقد فهم النحاة ظاهرة النائب عن الفاعل فى الجملة العربية فهما صحيحا ، حيث بنوا دراستها على أساس العلاقة بين الحدثية المتضمنة فى لفظ الفعل وما أسندت إليه ، وتفهم هذه العلاقة من جانبين :
أولهما : جانب الإسناد ، فالفعل محتاج بالضرورة إلى ما يسند إليه ؛ حتى تكون الجملة الفعلية مفهومة لدى المتلقى.
والآخر : جانب السياق المعنوى ، وهو مجمل المعنى المراد من الجملة ، حيث يتكون من العلاقات المعنوية بين ألفاظ الجملة الواحدة ، على أساس هذه العلاقات يحدد الضبط الإعرابى لكلّ كلمة فى الجملة.
على أساس هذه العلاقة حدد النحاة الاسم المرفوع فى الجملة فى حال جهل الفاعل بالنائب عن الفاعل ، أو بالمفعول الذى لم يسمّ فاعله ، واتخذ أحكام الفاعل بكل جوانبها ـ كما ذكرنا سابقا.
وكما لا يكون الفاعل إلا واحدا فى الجملة لا يكون نائب الفاعل إلا واحدا ، فإن كان فى الجملة أكثر من مفعول أقمت أحدها مقام الفاعل ليتخذ أحكامه ، ونصبت الباقى ، لكنّ لذلك أحكاما قائمة على الجوانب المعنوية فى الجملة نابعة من موقعية مفرداتها. وذلك على التفصيل الآتى :
أولا : إن كان الفعل من باب (أعطى) ، أى : الأفعال التى تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر أقمت الأول أو الثانى مقام الفاعل ، وذلك إن أمن
الالتباس ، نحو : كسى علىّ ثوبا ، كسى ثوب عليّا. حيث الفعل (كسا) ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ، فترفع أيّا من المفعولين (على ، وثوب) ليكون نائبا عن الفاعل ، وتنصب الآخر مفعولا به ثانيا.