المفعولات
انتهينا من دراسة الجملة بقسميها الأساسين ـ اسمية وفعلية ـ سواء أكانت مجردة أم كانت مسبوقة بما يدلّ على العلاقة بين ركنيها ، من نحو : التوكيد ، والتشبيه ، والتمنى ، أو الرجاء ، والزمن الوجودى ، والنفى ، والصيرورة ، والمقارنة ، والرجاء ، والشروع.
كما نقوم بدراسة الجملة الاستخبارية الممثلة فى الاستفهام فيما بعد.
نشرع فى القسم التالى من هذا المؤلف فى دراسة ما هو فضلة فى الجملة بقسميها السابقين ، ويقصد بالفضلة ما كان زائدا عن الركنين الأساسين ، ولا يعنى بالزيادة الاستغناء عنها ، فلكلّ فضلة فى الجملة أداء دلالىّ ، ربما يكون ضرورة ، وهو ضرورة لدى المتحدث ؛ لأنه المنشئ للجملة ، ويقصد بها مجموعا دلاليا معينا ، لا يكون إلا من خلال ما نسميه فضلة.
وعلينا أن نلحظ أن الجملة العربية فى بعض مبانيها قد تحتاج بالضرورة إلى ذكر فضلة معينة أو أخرى لأداء معنى ، ولا يكون دلالة الجملة إلا بذكر هذه الفضلة.
فلا تستطيع أن تلفظ بجملة تامة الركنين ؛ أحدهما فعل من أفعال القلوب ؛ إلا وقد ذكرت مفعوليه متكاملين.
ويوجد فى اللغة بعض التراكيب التى تستوجب ذكر الحال ، أو تجعل شبه الجملة أو المفعول به أو غير ذلك واجب التلفظ به.
والفعل المتعدى يحتاج إلى مفعول به أو أكثر ، وهو ما يلاقى هذا الحدث الناتج من لفظ الفعل ، سواء أكان هذا المفعول به ملفوظا به ، أم مقدرا ذهنيا ، أم مقدرا سياقيا.
والفضلات المقصودة هنا هى المفعولات الخمسة : المفعول به ، المفعول المطلق ، والمفعول لأجله ، والمفعول معه ، والمفعول فيه بنوعيه الزمانى والمكانى.