فإذا قلت : ما أنت وزيد؟ ؛ وأنت لم تذكر فعلا ، فإنك تعطف ـ إن شئت ـ فترفع زيدا ، وإن شئت فإنك تنصب على أنه مفعول معه ، ويكون التقدير : ما تكون وزيدا؟ وكيف تكون وزيدا؟
وليس المراد بالكلام الأخير مجرد الاستفهام عن الاسمين وكونهما ، بل المراد به الاستفهام عن المعنى الجامع بينهما ، كما أن هذا الكلام يتضمن إنكارا (١).
المفعول معه بين القياس والسماع :
هل المفعول معه ظاهرة قياسية أم سماعية؟
القضية ـ فى إيجاز ـ تبدو فى رأيين عريضين (٢) :
أولهما : أن الجمهور يذهبون إلى أن المفعول معه مقيس ، لا يقتصر فيه على ما هو مسموع.
والآخر : أن آخرين من النحاة يذهبون إلى أنه يقتصر فى المفعول معه على المسموع منه ، ولا يعدى إلى غيره على القياس.
والراجح إنما هو الرأى الأول ، إذ إن كلّ حدث أو فعل إنما هو قابل لأن يحدث مع موجود معه أثناء حدوثه ، دون أن يشترك فى الإحداث ، وهذا المفهوم يتلاءم مع الطبيعة البشرية ، والطبيعة اللغوية.
رتبة المفعول معه :
أما من حيث تقدم المفعول معه على الفعل فإنه ممتنع اتفاقا.
ولكن توسطه بين الفعل ومعموله المصاحب له فقد أجازه ابن جنى قياسا على جواز تقدم المعطوف عليه على المعطوف ، كما جاء فى قول الأحوص :
__________________
(١) ينظر : المرتجل ١٨٥.
(٢) ينظر : الإيضاح العضدى ١٩٥ / شرح الكافية الشافية ٢ ـ ٩٩٩ / شرح القمولى على الكافية تحقيق عفاف بنتن ١ ـ ١٧٩.