ومنه قوله تعالى : (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ) [البقرة : ١٩](١). (حذر) مفعول لأجله منصوب ، وهو مضاف ، و (الموت) مضاف إليه مجرور.
وكذلك قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) [البقرة : ٢٦٤](٢). حيث إنه من أوجه نصب (رئاء) أن يكون مفعولا لأجله (٣) ، والتقدير : لأجل رئاء الناس. ورئاء مضاف ، و (الناس) مضاف إليه مجرور.
ومنه قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) [الإسراء : ٣١](٤). حيث (خشية) منصوب على أنه مفعول لأجله ، اجتمعت فيه كل الشروط ، وهو مضاف ، و (إملاق) مضاف إليه مجرور.
أما قوله تعالى : (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً) [الإسراء : ٢٨](٥). فإن فيه (ابتغاء) منصوب على أنه مفعول لأجله ، وقد أضيف إليه (رحمة). أما عامله فهو (تعرض) ، وقد يكون (قل).
__________________
(١) (يجعلون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (فى آذانهم) شبه جملة متعلقة بالجعل.
(٢) (الذين) اسم موصول مبنى فى محل رفع نعت لأى ، (أى) منادى مبنى على الضم فى محل نصب.
(تبطلوا) فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (صدقات) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة ؛ لأنه مجموع بالألف والتاء المزيدتين. (كالذى) شبه الجملة إما فى محل نصب حال ، أى : مشبهين الذى ، وإما منصوبة على أنها نعت لمصدر محذوف : أى إبطالا كإبطال الذى.
(٣) وفى نصبه وجهان آخران :
أحدها : أنه منصوب على أنه نعت لمصدر محذوف ، والتقدير : إنفاقا رئاء الناس.
والآخر : أنه منصوب على الحالية ، بتأويله بمشتق والتقدير : مرائيا.
ينظر : الدر المصون ١ ـ ٦٣٧.
(٤) جملة (نرزقهم) فى محل رفع ، خبر المبتدإ (نحن).
(٥) (تعرضن) فعل الشرط مضارع فى محل جزم ، وهو مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة ، (عنهم) شبه جملة متعلقة بالإعراض. (من ربك) شبه جملة فى محل جر ، صفة لرحمة ، والتقدير :