وعلينا أن ننتبه إلى أن «شرط نصب المفعول له أن تكون اللام مقدرة غير ملفوظة ؛ لأن اللام لو كانت ملفوظة لكان مجرورا ، فلم يكن نصبه مع الجر ، ولو لم تكن مقدرة لم يفهم منه العلية التى هى شرط المفعول له» (١).
حذف العامل :
يجوز حذف عامل المفعول له لقرينة تدل عليه.
من ذلك قولك : كلّ هذا أملا فى تفوق يحسد عليه. والتقدير : كلّ هذا أحدثه أملا فى .... فالأمل مصدر قلبى معلل للفعل المقدر (أحدث) ، كما أنه يشترك معه فى الفاعلية ، وزمن الأمل يشترك مع زمن الإحداث.
ومثله أن تجيب بقولك : حسدا عليه ؛ ردا على سؤال السائل : لم فعل كلّ هذا؟
ملحوظات :
أولا : المفعول لأجله والاختصاص :
ألحظ أن المفعول لأجله إذا كان نكرة فإنه لا يأتى إلا منسوبا إلى ما بعده ، ويكون ذلك باستخدام حروف الجر ، ذلك نحو : أقدر جارى حبا له. أنصت إليه أملا فى استيعاب الفكرة. أنظف الفراش محافظة عليه. أصادقه إعجابا به.
فأنت تلمس أن المصادر المنصوبة على أنها مفعول لأجله : حبا ، أملا ، محافظة ، إعجابا ، قد وردت نكرة ، ولكنها ركبت منسوبة إلى ما بعدها بواسطة حروف الجر : اللام ، فى ، على ، الباء.
ومنه : جئتك ابتغاء لخيرك. قصدتك طمعا فى معروفك. أعرضت عنه حزنا منه. صددته غضبا عليه. توجهت إليه أملا فى عدله. أناصره ميلا إليه. لن أزوره إعراضا عنه.
__________________
(١) الوافية فى شرح الكافية ص ١١٧.