ثالثا : حذف المفعول لأجله :
يجوز حذف المفعول له إذا كان مضافا ، لكنه يجب أن تبقى اللام. ذلك نحو : قمت لزيد ، أى : قمت لإكرام زيد.
ويجعلون منه قوله تعالى : (اسْجُدُوا لِآدَمَ) [البقرة : ٣٤] أى : إكراما لآدم.
والعامل فيه ـ حينئذ ـ هو الفعل المذكور ، خلافا للزّندى ـ شارح الجمل ـ ، حيث يرى أن العامل فيه فعل مقدر من لفظه أو معناه. والأول هو الظاهر المشهور.
رابعا : تقديم المفعول له :
يجوز تقديم المفعول لأجله على الفعل ما لم يمنع منه مانع. ذلك نحو : ابتغاء الخير جئتك.
خامسا : إعمال المفعول لأجله فى آخر :
قد يعمل المفعول له فى آخر. ذلك كما فى قوله تعالى : (تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ) [التوبة : ٩٢].
علل فيض الدمع بالحزن ، وعلّل الحزن بعدم وجود النفقة ، فعدم وجود النفقة علة العلة (١). وعليه فإن المصدر (ألا يجدوا) مفعول لأجله للمفعول لأجله (حزنا) ، وهو منصوب به ، أما (حزنا) فإنه مفعول لأجله ل (تفيض).
ومثل ذلك قوله تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [المائدة : ٣٨]. حيث (جزاء) مفعول لأجله منصوب ، وفعله (اقطعوا) ، و (نكالا) مفعول لأجله منصوب ، والعامل فيه (جزاء) ، فالجزاء علة القطع ، والنكال علة الجزاء ، فيكون النكال علة للعلة.
ويمكن أن نلمس ذلك فى قوله تعالى : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) [البقرة : ٩٠] حيث
__________________
(١) ينظر : الدر المصون ٣ ـ ٤٩٣.