ومنه القول : أما زيدا فسقيا له.
فيجوز بذلك الرأى الذى يذهب إلى أن المصدر الذى يقوم مقام فعله يعمل فيما قبله ، أما المصدر الذى ينوب مناب (أن) المصدرية والفعل فهو المصدر الذى لا يعمل فيما قبله. فيجوز لذلك القول : ضربا زيدا ، كما تقول : اضرب زيدا ، ويجوز : زيدا ضربا ، كما يجوز أن تقول : زيدا اضرب (١).
فإذا قلت : زيدا ضربا له ، كان قضية اشتغال.
ملحوظة :
إذا فصل بين الاسم المشغول عنه والطلب فإن الاسم يجب فيه الرفع ، ومن ذلك قول الشاعر :
وقائلة خولان فانكح فتاتهم |
|
وأكرومة الحيّين خلو كما هيا (٢) |
حيث رفع (خولان) ؛ لأن الطلب الذى يليه ـ وهو الأمر (فانكح) ـ قد فصل عنه بالفاء المصدرة للطلب. والتقدير : هذه خولان ، فتكون خولان مرفوعة على
__________________
(١) ينظر : البسيط فى شرح جمل الزجاجى ٢ ـ ٦٢٦.
(٢) الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٧٧. خولان : اسم قبيلة ، الحيين : أراد حى أبيها وحى أمها ، خلو : خلية عن الأزواج. (وقائلة) الواو واو رب حرف شبيه بالزائد مبنى ، لا محل له من الإعراب. قائلة : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد ، وخبر المبتدإ محذوف. (خولان) خبر لمبتدإ محذوف ، أو مبتدأ مرفوع خبره ما بعده. (فانكح) الفاء استئنافية على الرأى الأول ، وواقعة فى خبر المبتدإ على الثانى ، وهو حرف مبنى لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. (فتاتهم) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة. والجملة استئنافية لا محل لها ، أو فى محل رفع ، خبر المبتدإ (خولان). (وأكرومة) الواو للابتداء أو للحال حرف مبنى لا محل له. أكرومة : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الحيين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه مثنى. (خلو) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة فى محل نصب ، حال. (كما هى) الكاف حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. (ما) اسم موصول مبنى فى محل جر. (هى) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ، وخبره محذوف ، والتقدير : كالذى هى عليه ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال. أو متعلقة بحال محذوفة. وقد تكون (ما) كافة لحرف الجر ، والضمير مبتدأ محذوف الخبر. وقد تكون زائدة والضمير المرفوع واقعا موقع الضمير المجرور فى محل جر.