وفيه تنازع العوامل الثلاثة (طلب ، أدرك ، أبغ) المعمولين (الندى ، عند سائب) ، وكلّ منها طلبهما بالنصب على المفعولية فى المعمول الأول ، وعلى الظرفية فى المعمول الثانى.
ومنه قول الشاعر :
تمنّت وذاكم من سفاهة رأيها |
|
لأهجوها لمّا هجتنى محارب (١) |
حيث تنازعت العوامل : (تمنت ، أهجو ، هجا) المعمول محارب ، وقد طلبه الأول فاعلا ، والثانى طلبه مفعولا به ، والثالث طلبه فاعلا.
فإذا كان التنازع بين ثلاثة عوامل فإنهم قد تحدثوا عن جواز إعمال الأول أو الثالث ، وسكتوا عن إعمال الأوسط.
من إعمال الأول قوله :
كساك ولم تستكسه فاشكرن له |
|
أخ لك يعطيك الجزيل وناصر (٢) |
__________________
(١) المساعد على تسهيل الفوائد ١ ـ ٤٤٨.
(تمنت) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر. والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. والفاعل :إما (محارب) على إعمال الأول ، وإما ضمير مستتر تقديره : هى ، على إعمال الثالث. (وذاكم) الواو :حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (ذاكم) اسم إشارة خطابى مبنى فى محل رفع ، مبتدأ (من سفاهة) جار ومجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو متعلقة بخبر محذوف. (رأيها) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة. والجملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب. (لأهجوها) اللام حرف تعليل مبنى ، أهجو : فعل مضارع منصوب بعد لام التعليل ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والمصدر المؤول فى محل جر باللام ، وشبه الجملة متعلقة بالتمنى. (لما) حرف فيه معنى الشرط مبنى لا محل له من الإعراب. ومن النحاة من يجعلها فى محل نصب على الظرفية.
يقتضى جملتين فعليتين ، أولاهما (هجتنى محارب) ، والأخرى محذوفة دل عليها (تمنت). (هجتنى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، والتاء للتأنيث ، والنون للوقاية ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى.
وضمير المتكلم فى محل نصب ، مفعول به. (محارب) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
(٢) (كساك) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر للتعذر ، والكاف ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. والمفعول به الثانى محذوف. (ولم) حرف عطف ، وحرف نفى وجزم وقلب مبنيان ، لا محل لهما من الإعراب. (تستكسه) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر