الجملة الفعلية : فعل معلوم ، وفاعل أو نائبه مجهول ، مع أن الفعل المعلوم مسند ، والفاعل المجهول مسند إليه.
وما سبق من مفهوم يكون على النقيض من القول : صديقى ... ويسكت المتحدث ، فيكون التساؤل عن الحدثية التى تصبح المفاد من الإخبار ، ويكون الاسم هو المخبر عنه ، وما يجاب به هو المخبر به ، وقد يكون حدثا ، كالقول : غرق.
ومنه يتبين أن هناك فرقا احتماليا أو فرضيا فى المعنى بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية يتمثل في إرادة الإخبار ، ولو كانتا تحملان لفظين متماثلين كما سبق من : غرق صديقى ، أو : صديقى غرق.
للجملة الفعلية ركنان أساسان ، الفعل وفاعله ، أو ما ينوب عنه ، ويطرأ عليهما تغيرات لغوية فى التركيب ، كما يتعرضان لقضايا لغوية متنوعة ، وقد يحتاجان إلى ما يتممهما. وأرى أن نعرض لكل ركن على حدة ، مع ذكر القضايا اللغوية المشتركة.
الفعل
يعرف سيبويه الفعل فى قوله : «أمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء ، وبنيت لما مضى ، ولما يكون ولم يقع ، وما هو كائن لم ينقطع» (١) وتناقل النحاة بعد ذلك هذه المعانى ليجمعوا بين الحدثية والزمن فى تعريف حدّ الفعل ، حيث إن الفعل إنما هو ما يدلّ على معنى فى نفسه مقترن بزمن ، وإنما ينحصر الفعل من حيث ما دلّ على معنى فى نفسه فى الأحداث فقط ، وهى المصادر دون غيرها من أقسام الاسم ؛ لذلك فإن الفعل إنما هو لفظ أو كلمة تدلّ على حدث فى زمن. فإذا قلت : (سمع) فإن هذه الكلمة تدل على سمع من زمن مضى. والأمر ذاته يمكن أن تفهمه من قولك : علم ، استفتح ، تعلّم ، يفهم ، يشرب ، انتبه ، افتح ...
إلخ. حيث تدل هذه الكلمات على : علم فى زمن مضى ، واستفتاح ، وتعلّم فى زمن مضى ، وفهم وشرب فى زمن حالى ، وانتباه وفتح فى زمن مستقبلى.
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ١٢.