ـ كما تهمل (إذن) إن فصلت بين متلازمين (١) ، أى : إذا اعتمد ما بعدها على ما قبلها ، كأن تفصل بين المبتدإ والخبر فى قولك : أنا ـ إذن ـ آتيك. حيث (أنا) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (آتيك) ، فصل بينهما بالحرف (إذن) فأهمل ، ورفع المضارع بعده. أما قول الراجز :
إنى إذن أهلك أو أطيرا (٢)
فضرورة ، حيث نصب المضارع (أهلك) بعد (إذن) ، وهو حرف حشو ، حيث فصل بين المتلازمين : اسم إن (ضمير المتكلم) وخبرها (الجملة الفعلية أهلك).
ومن النحاة من يخرج هذا الموضع على أن خبر (إن) محذوف ، والتقدير : إنى لا أستطيع ذلك ، فتكون (إذن) فى صدر جملة استئنافية.
ـ وتهمل إذا فصل بينها وبين المضارع بغير ما سبق من الجمل الاعتراضية. كأن تقول : : إذن محمد وعلى يتصافحان ، وقد فصل بين الحرف (إذن) والمضارع (يتصافحان) بالمبتدإ (محمد) والمعطوف عليه (على) ، وتلحظ أن الجملة الفعلية ذات الفعل المضارع فى محلّ رفع ، خبر المبتدإ الفاصل.
ثانيا : حرف ينصب بنفسه مرة وأخرى بأن مضمرة وجوبا :
كى :
حرف يفيد التعليل ، كما قد يكون مصدريا ، وأنبّه فى دراسة (كى) إلى ثلاثة أمور :
أولها : ترتبط (كى) بلام التعليل وبأن المصدرية ؛ لأن التركيب الذى يوجد به (كى) يجب أن يجمع بين التعليل والمصدرية ، وقد تقع بعد لام التعليل أو قبلها ، أو قبل (أن) ، أو تخلو منهما.
ثانيها : ما ينصب الفعل المضارع فى التركيب الذى يوجد به (كى) هو ما يسبقه مباشرة من (كى) ، أو (أن) الظاهرة أو المقدرة.
__________________
(١) ينظر : المقرب ١ ـ ٢٦١.
(٢) ينظر : ضياء السالك ٣ ـ ١٧٠.