من ذلك قوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)(١) [الأنفال : ٣٣].
وقد يكون الكون المنفىّ ماضيا معنويا ، كما هو فى قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) [النساء : ١٣٧]. (وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) [فاطر : ٤٤].
لام العاقبة :
تسمى لام الصيرورة ، ولام المآل ، حيث ترد فى تركيب يكون ما بعدها غير متراتب أو متناسق معنويا مع ما قبلها ، ومثلها قوله تعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) [القصص : ٨] ، حيث تجد أن آل فرعون التقطوا موسى ـ عليه السّلام ـ ليكون قرة عين ينفعهم أو يتخذونه ولدا ، فإذا هو عدوّ لهم وسبب لأحزانهم ، فسميت اللام لهذا المعنى لام العاقبة ، والفعل الذى يليها (يكون) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
ومن ذلك أن تقول : أكرمتك لتهيننى ، استمعت إليه فى تركيز ليتهمنى بالشرود ، جريت خلف الجانى لأتهم.
اللام الزائدة :
تكون بعد الفعل المتعدى ، ولو أخرجتها من الكلام لكان صحيحا ، لذلك سمّوها بالزائدة ، ومثلها قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) [النساء : ٢٦]. ويصح (أن يبين لكم) بدون اللام ؛ لذا كانت زائدة ، والفعل المضارع منصوب بعدها.
وفى هذا التركيب مذاهب للنحاة ، أهمها :
__________________
(١) (ما كان) ما : حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وخبر كان محذوف تقديره : مريدا.
(ليعذبهم) اللام : لام الجحود حرف مبنى لا محل له من الإعراب متعلق بخبر كان المحذوف. يعذب : فعل مضارع منصوب بعد اللام ، أو بأن المضمرة ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، وضمير الغائبين (هم) مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (وأنت فيهم) الواو : واو الابتداء أو الحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. أنت : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبين (هم) مبنى فى محل جر بفى. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو متعلقة بخبر محذوف. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال.