ملحوظة :
يلحظ أن الأنواع الأربعة للّام يلمس فيها معنى التعليل ، والمعنى واضح فى الأولى (لام التعليل) ، وفى النوع الثانى (لام الجحود) ، فإن عدم الكونية يكون معلّلا بما بعد اللام من معنى غير مرضى عنه. وفى النوع الثالث يبدو التعليل وإن كان تعليلا غير متوقّع ، فهذا النوع يشترك فى وضوح مع الأول فى معنى التعليل ، لكن الفرق بينهما أن التعليل الأول متوافق ، فالعلة والمعلول متوافقان ، لكنهما غير متوافقين فى النوع الثالث ، ويتضح التعليل فى النوع الرابع من العلاقة بين ما بعد اللام وما قبلها.
ويجب أن أنوه إلى أن الكون المنفى يستوجب جحودا معنويا بعده ؛ لأن الكونية ثابتة ، أما التناقض بين المعنيين وعدم التناسق المعنوى فيستوجبان كون اللام للعاقبة والجزاء ، وليس التناقض مقصودا لذاته ، فالمعنى الثانى ليس متوقّعا ، وليس متناسقا مع سابقه ، كما أن الحدثية تكون لسبب يتضح فى معنى ما يسمى باللام الزائدة.
فما يفرق بين الأنواع الأربعة للام خيوط معنوية رفيعة ، يمكن أن تضاف إلى معنى التعليل ، وينوه إلى أن زمن ما بعد اللام بأنواعها الأربعة زمن مستقبلى بالنسبة لزمن الفعل السابق عليها.
حتى (١) :
ترد (حتى) التى ينصب الفعل المضارع بعدها على ثلاثة معان ، هى : الغاية ، والتعليل ، وبمعنى : إلى أن ، وكلّ معنى من الثلاثة يحدده السياق الذى هو العلاقة المعنوية بين ما قبلها وما بعدها.
__________________
(١) تأتى (حتى) فى الجملة العربية على أربعة أوجه من الوظيفة النحوية :
أ ـ أن تكون حرف جر بمعنى إلى ، فتجر الاسم بعدها ، نحو قوله تعالى : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر : ٥].
وتكون كذلك فى كل موضع ينصب فيه المضارع مقدرا (أن) المصدرية محذوفة ، نحو : (وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ) [البقرة : ١٠٢] ، والتقدير : إلى أن يقولا. ومنه : تكلم القوم حتى زيد ، حدثت الجميع حتى أخيك ، قعدت حتى طلوع الشمس ، دخلت البلاد حتى المدينة ، و (حتى) فيها غاية بمعنى إلى فيجر ما بعدها ، ولا يدخل ما بعدها فى معنى ما قبلها فلا يأخذ حكمه المعنوى ، وبالتالى لا يأخذ حكمه الإعرابى.